يواجه الرضع ذوو الوزن المنخفض عند الولادة مخاطر متزايدة للوفاة والعديد من المشاكل الصحية طويلة الأم، إليك أحد الأسباب.
أظهرت دراسة جديدة في جامعة جنوب كاليفورنيا أن نمو الجنين، قد يتعطل بسبب تعرض الأم لتلوث الهواء والضغط النفسي خلال الفترة المبكرة إلى منتصف الحمل. وتشير النتائج، التي نُشرت في JAMA Network Open ، إلى أن حماية النساء الحوامل من تلوث الهواء قد يحسّن وزن الولادة، وبخاصّةٍ بين الأمهات المرهقات الللواتي يعشن في أحياء مثقلة بالتلوث البيئي.
في هذا الإطار، قال Zhongzheng Jason Niu ، باحث مشارك في كلية Keck للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا: “على الرغم من أن تلوث الهواء له تأثير ضار على العديد من المجموعات السكانية المختلفة، إلا أن دراستنا حددت الآثار على الأمهات الحوامل اللواتي هن بالفعل أكثر عرضة للخطر”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ يرتبط الوزن عند الولادة يرتبط أيضًا بمخاطر الأمراض طويلة الأمد بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والإعاقات الذهنية والنمائية ومتلازمة التمثيل الغذائي والسمنة.
الأمهات المعرضات للخطر
تم جمع بيانات من 628 امرأة من أصل إسباني في الغالب من ذوات الدخل المنخفض حوامل بطفل واحد بين عامي 2015 و 2021 كجزء من مركز MADRES التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا. تم اختيار النساء في المقام الأول من Eisner Health في وسط مدينة لوس أنجلوس وعيادة ما قبل الولادة في مقاطعة لوس أنجلوس. تم جمع بيانات العينات الحيوية والسجلات الطبية والمعلومات السكنية خلال زيارات العيادة. أكملت المشاركات استبيان مقياس الإجهاد المدرك لقياس تصوراتهن للتوتر. كما تم قياس الضغط على مستوى الحي من خلال CalEnviroScreen Score ، وهي أداة فحص على مستوى ولاية كاليفورنيا لتحديد الأحياء التي كانت مثقلة بشكل غير متناسب بمصادر متعددة للتلوث وضعف السكان. كان متوسط عمر المشاركات 28 سنة. و 73% عرّفن عن أنفسهن بأنهن من أصل إسباني و 32% ذكرن الإسبانية كلغتهم المفضلة. أبلغت 21% من الأمهات عن مستويات عالية من التوتر في حياتهن. أكثر من 60% من المشاركات عشن في حي بدرجة CalEnviroScreen أعلى من 50، مما يشير إلى عبء تراكمي مرتفع.

تهدد الجزيئات المجهرية نمو الأطفال
تم فحص ثلاثة مكونات للهواء الملوث و تم رصد مستويات الملوثات من بيانات جودة الهواء المحيط بمتوسط أربع محطات مراقبة على بعد حوالي 5 إلى 9 أميال من العنوان السكني لكل مشارك. تنتج الانبعاثات الناتجة عن احتراق البنزين أو الزيت أو وقود الديزل أو الخشب جزيئات PM2.5 ، التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر أو أقل، أي 30 مرة أصغر من خصلة من الشعر. يبلغ قطر PM10 أقل من 10 ميكرومتر ويمكن العثور عليه في الغبار والدخانNO2 ، ثاني أكسيد النيتروجين، هو ملوث آخر يتم إطلاقه عند حرق الوقود الأحفوري في درجات حرارة عالية. تم تحديد التقديرات اليومية لمتوسط NO2 والجسيمات على مدار 24 ساعة في الموقع السكني لكل مشاركة، من 12 أسبوعًا قبل الحمل إلى 36 أسبوعًا من الحمل.
استنتاجات من الدراسة حول الإجهاد وتلوث الهواء والأطفال
وجد الباحثون أن التعرض للجسيمات وثاني أكسيد النيتروجين في بداية الحمل ومنتصفه يرتبط بشكل كبير بانخفاض الوزن عند الولادة. في المتوسط، كان وزن الولادة 9.5 غرامًا أقل من كل زيادة في النطاق الرباعي من التعرض الى PM2.5 خلال فترة الحمل من 14 إلى 22 أسبوعًا. والأكثر إثارة للقلق، أن الأمهات اللواتي يعانين من درجات إجهاد عالية ويعشن أيضًا في الأحياء الأكثر إرهاقًا بيئيًا، وقد عانين انخفاضًا أكبر في وزن المواليد.
أخيرًا، يعتبر الجمع بين عوامل الضغط والملوثات أمرًا مهمًا لأخذه بعين الاعتبار لحماية صحة الأطفال. الاستمرار في مراقبة ملوثات الهواء لا يزال يحتاج إلى أن يكون أولوية. كما يجب أن يكون الحد من الضغوطات على مستوى الأفراد والجيران أولوية، لا سيما على مستوى السياسات .