في بداية كل صباح، يبدأ عقل طفلكِ رحلة جديدة من التعلّم والاستكشاف. عادات صباحية بسيطة، حين تلتزمين بها يوميًا، تعزّز قدراته الذهنية وتفتح أمامه أبواب الإبداع والتركيز.
لا تنتظري حتى تظهر المشاكل الدراسية أو صعوبات الفهم لتتحرّكي. ابدئي من الآن، واغرسي في يومه عادات تحفّز الذكاء عند الأطفال وتطوّر أدائهم العقلي. إليكِ مجموعة من العادات المدروسة علميًا، والتي يُنصح بها الخبراء في نمو الدماغ لدى الأطفال.
1- الاستيقاظ باكرًا
اغتنمي هدوء الصباح وابدئي نهاره قبل أن يعمّ الضجيج. فالاستيقاظ المبكر لا يمنح طفلكِ وقتًا إضافيًا فحسب، بل ينظّم ساعته البيولوجية ويهيّئ دماغه للاستيعاب. تشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يستيقظون باكرًا يتمتّعون بانتباه أعلى ومهارات تنظيمية أفضل خلال النهار. كذلك، يرتفع مستوى التركيز، وتقلّ معدلات التشتّت الذهني تدريجيًا مع الوقت.

2- شرب كوب من الماء على الريق
حين تفتحين عيني طفلكِ على كوب ماء، فإنكِ تمنحين دماغه الوقود الذي يحتاجه بعد ساعات من النوم. الماء ينشّط الدورة الدموية، ويحسّن توصيل الأوكسجين إلى خلايا الدماغ. كل خلية في جسده، وبشكل خاص خلايا المخ، تعتمد على الترطيب لتعمل بكفاءة. تأكّدي من جعل هذا الفعل عادة ثابتة، تمامًا كتنظيف الأسنان.
3- تقديم فطور صحّي ولذيذ
لا تهملي وجبة الإفطار، فهي ليست فقط لملء المعدة، بل لإعداد العقل للعمل. ركّزي على تقديم البروتينات مثل البيض أو اللبن، لأنها تعزّز إفراز النواقل العصبية المرتبطة بالتركيز. أضيفي الألياف مثل الشوفان أو الفاكهة، لتحافظي على توازن السكر في الدم طوال اليوم. لا تنسي الدهون الصحية، كالأفوكادو أو القليل من زيت الزيتون، فهي تدعم تطوّر الدماغ وتحسّن المزاج.
4- تخصيص وقت للحركة
مارسي مع طفلكِ بعض التمارين البسيطة، حتى لو كانت لمدّة عشر دقائق فقط. القفز، أو المشي، أو حتى الرقص الخفيف، جميعها تنشّط الدورة الدموية وتزيد من إفراز هرمونات السعادة، ممّا ينعكس على تحفيز مراكز التفكير في الدماغ. تُظهر الدراسات أن ممارسة النشاط الجسدي في الصباح تُحسّن الوظائف التنفيذية المرتبطة بالتخطيط واتخاذ القرار.
5- فتح نافذة الضوء الطبيعي
افتحي الستائر، واسمحي لأشعة الشمس بالتسلّل إلى يومه. فالضوء الطبيعي يُعيد ضبط الساعة البيولوجية للدماغ، ويُعزّز إفراز السيروتونين، ما يرفع من مستوى اليقظة والهدوء العقلي. لا تقلّلي من أهمية هذا التفصيل، فالعقل النشط يحتاج إلى بيئة مشبعة بالحياة.
حين تلتزمين بهذه العادات، تصنعين فرقًا حقيقيًا في قدرات طفلكِ المعرفية. الذكاء ليس صفة ثابتة يولد بها الطفل، بل مهارة تتطوّر بالعناية المستمرّة والتكرار. امنحيه صباحًا منظّمًا، وغذّيه بعادات تغذّي ذهنه، وستلمسين الفرق في تركيزه، وفي ثقته بنفسه، وفي نتائج تعلّمه. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن صفات خاصة في طفلك تميّزه عن غيره.