عند لحظة الولادة، تبدأ مرحلة جديدة من العناية بالمولود تضمن سلامته الجسدية وتقيه من المضاعفات الصحية. لا تقتصر الرعاية على حضن الأم أو تهنئتها، بل تشمل سلسلة إجراءات طبية ووقائية تؤمّن بداية صحية لحياة الطفل منذ الأيام والأشهر الأولى.
في هذا المقال، نعرض أبرز الإجراءات القياسية التي يُجريها الفريق الطبي للمولود بعد الولادة مباشرةً. كل خطوة تحمل هدفًا محددًا وتُنفَّذ في توقيتٍ مناسب، بدءًا من التقييم اللحظي وحتى الفحوصات المعمليّة.
1- قياس الوزن والطول
يقوم الطاقم الطبي بقياس وزن وطول المولود خلال الدقائق الأولى أو بعد انتهاء ساعة الترابط الأولى. يقدّم هذا القياس مؤشرًا مهمًا للنمو المتوقع لاحقًا.

2- إعطاء الأدوية الأساسية
تتضمّن هذه الخطوة إعطاء فيتامين K لمنع النزيف، ولقاح التهاب الكبد B، ومرهم العين للوقاية من العدوى. يمكن للأهل الموافقة أو الرفض بحسب رغبتهم.
3- اختبار السمع
يُجري الفريق فحص السمع في غرفة الأم من دون الحاجة لنقل المولود. يُعَد هذا الفحص ضروريًا للكشف المبكر عن ضعف السمع أو الصمم.
4- فحص PKU
يشمل هذا الفحص وخز كعب المولود لأخذ عيّنة دم صغيرة. تُمكّن هذه العيّنة من كشف اضطرابات استقلابية نادرة قد تؤثّر لاحقًا على النمو.
5- مقياس أبغار (APGAR)
يُقيّم الأطباء حال المولود خلال الدقيقة الأولى والدقيقة الخامسة من الولادة. يعتمد التقييم على خمسة مؤشرات: التنفس، وضربات القلب، والتوتر العضلي، والاستجابة للمحفزات، ولون البشرة.
6- الفحص السريري وردّات الفعل
تقوم ممرضة الأطفال بفحص المولود كاملًا لاكتشاف أي علامات غير طبيعية أو تأخر في ردّات الفعل العصبية والحركية.
7- فحص العلامات الحيوية
تُسجَّل حرارة المولود، ومعدل تنفسه، ونبضه مباشرة بعد الولادة. يمكن للطبيب إجراء هذا الفحص بينما المولود لا يزال في حضن أمه.
8- التلامس الجسدي (Skin to Skin)
يُعتبر هذا من أهم الخطوات، إذ يحمل فوائد جسدية ونفسية. يوضع الطفل مباشرة على صدر الأم ليشعر بالدفء، ويعزز الرابطة العاطفية.
9- الاستحمام
لا يُعدّ الاستحمام ضرورة فورية، بل يمكن تأجيله. بعض المختصين يفضلون تأجيله ليبقى طلاء الجنين الواقي على بشرته فيوفر له الحماية.
تسير هذه الإجراءات وفق ترتيب مدروس يهدف إلى حماية الطفل وتقييم حاله الصحية. كل خطوة تحمل معنى طبيًا ونفسيًا بالغ الأهميّة. ولذلك، من المفيد للأمّ أن تكون على دراية بها، وتناقش الفريق الطبي بما يتماشى مع رغبتها وظروف ولادتها. تبدأ حياة المولود في أولى لحظاتها بالعناية، فكل لحظة بعد الولادة تُحدِث فرقًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف تستعيدين توازنك بعد الولادة؟