كشف بحث علمي حديث عن معلومة قد تغيّر نظرة الأهل إلى روتين نوم أطفالهم؛ إذ أثبت أنّ نوم الطفل في غرفة مظلمة تمامًا يساهم في تعزيز نمو الدماغ بشكلٍ ملحوظ. وأوضح العلماء أنّ البيئة المظلمة تُحفّز إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، ممّا يدعم تطوّر الدماغ ويحسّن التركيز والذاكرة.
وفي ظلّ ازدياد اعتماد العائلات على الإضاءة الخافتة أو الشاشات الإلكترونية أثناء النوم، شدّد الخبراء على ضرورة إعادة النظر في هذه العادة. فالظلام الكامل أثناء النوم لا يمنح الطفل راحة جسدية فقط. بل يؤثّر أيضًا على نموّه العصبي والمعرفي في مراحل مبكرة من حياته.
تأثير الظلام على الهرمونات والدماغ
يُنشّط الظلام الطبيعي في الليل إفراز هرمون الميلاتونين داخل الجسم، فيبدأ الدماغ بالاستعداد للنوم العميق. ومع كل دورة نوم سليمة، ينمو الدماغ ويعيد تنظيم اتصالاته العصبية. وأكّد الباحثون أنّ الأطفال الذين ينامون في غرف مضاءة جزئيًا يواجهون اضطرابًا في هذا الهرمون، ممّا يقلّل من جودة النوم ويؤخّر بعض مراحل النمو العصبي.
كما لاحظت الدراسة أنّ الأطفال الذين ينامون في الظلام الكامل يتمتّعون بقدرة أعلى على التركيز في النهار، ويظهرون نشاطًا إدراكيًا أفضل. هذا الترابط بين جودة النوم ونمو الدماغ يجعل الظلام عنصرًا أساسيًا في روتين النوم الصحي.
دور النوم في تطوّر القدرات الذهنية
يساعد النوم العميق على تثبيت المعلومات الجديدة داخل الدماغ، وهو ما يحتاجه الطفل خلال سنواته الأولى حين يتعلّم بسرعة كبيرة. لذلك، يوصي الخبراء الأهل بتجنّب الإضاءة الزرقاء المنبعثة من الشاشات، لأنها تضعف إفراز الميلاتونين وتؤخر الدخول في مرحلة النوم العميق.
كذلك، أظهر البحث أنّ الأطفال الذين ينامون بانتظام في غرفة مظلمة يطوّرون مهارات لغوية وحركية أسرع من غيرهم. فالعقل يحتاج إلى الراحة الليلية التامة ليعيد ترتيب خبرات اليوم وتحويلها إلى ذاكرة طويلة الأمد.
نصائح لضمان نوم صحي ومفيد
يُنصح الأهل بإطفاء الأنوار قبل موعد النوم بمدة قصيرة لتهيئة الطفل نفسيًا. كما يُستحسن إبعاد الأجهزة الإلكترونية عن السرير، وتهوية الغرفة للحفاظ على راحة الجسد. ويمكن استخدام ستائر معتمة لحجب الضوء الخارجي وضمان بيئة مظلمة هادئة. هذه الخطوات البسيطة تخلق فارقًا كبيرًا في جودة نوم الطفل ونمو دماغه.
أثبت البحث أنّ الظلام ليس مجرّد وسيلة للراحة، بل عامل حيوي يساهم في بناء دماغ الطفل وتطوير قدراته العقلية. ومن خلال ضبط بيئة النوم بطريقة صحيّة، يستطيع الأهل دعم نموّ أبنائهم بشكل طبيعي ومتوازن. فالنوم العميق في الظلام يمنح الدماغ فرصة للنمو، والعقل متّقدًا بالتعلّم والاكتشاف. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن درجة حرارة الطفل الطبيعية.
