يبدأ الصباح بلحظات بسيطة تحدّد مسار اليوم كلّه. من بين هذه العادات اليومية، يبرز ترتيب السرير كخطوة تبدو صغيرة لكنها تحمل تأثيرًا عميقًا على النفس. لا يتوقّع كثيرون أن ترتيب الأغطية بعد الاستيقاظ مباشرة يخلق شعورًا بالنظام والإنجاز المبكّر.
في الواقع، يشير خبراء علم النفس إلى أنّ هذه العادة تُعزّز الإحساس بالسيطرة والتنظيم، وتمنح الإنسان دافعًا للاستمرار بنشاط أكبر. وعندما يشعر الفرد بالإنجاز منذ الدقائق الأولى من يومه، يتحسّن مزاجه تلقائيًا، ويزداد تركيزه في العمل أو الدراسة.
الترتيب كخطوة تنظيمية تغيّر المزاج
يرى الخبراء أنّ ترتيب السرير في الصباح يعكس رغبة الإنسان في البدء بيوم منضبط وواضح المعالم. عندما ينظر الفرد إلى غرفة مرتّبة، يشعر بالهدوء الداخلي، لأنّ النظام الخارجي يُسهم في تحقيق التوازن الداخلي. كما أنّ الفوضى البصرية تُثير القلق وتؤثّر على الإنتاجية سلبًا، بينما يعيد النظام البسيط الانسجام إلى الذهن.
كذلك، يربط علماء السلوك بين العادات الصغيرة المنتظمة والتحفيز الذاتي، إذ تمنح هذه الخطوات شعورًا بالالتزام والانضباط الذاتي. ومع الوقت، يتحوّل ترتيب السرير إلى روتين إيجابي يُنظّم التفكير ويُعزّز الثقة بالنفس.
دقائق الصباح تصنع فارقًا كبيرًا
تؤكّد دراسات علم النفس الإيجابي أنّ ما يقوم به الإنسان في أول عشر دقائق من يومه يحدّد نغمة يومه بالكامل. لذلك، يوصي المختصّون بجعل ترتيب السرير أول إنجاز بسيط. فهذه الدقائق تبعث برسالة داخلية مفادها أنّ اليوم يسير وفق خطة واضحة. كما أنّ العقل يرتبط بالشعور بالراحة كلّما عاد إلى مكانٍ منسّق ونظيف في نهاية اليوم.
علاوةً على ذلك، يعزّز هذا السلوك مفهوم الانضباط الذاتي لدى الأطفال والمراهقين حين يشاهدون الأهل يبدؤون يومهم بالنظام. مما يغرس فيهم قيم الالتزام والمسؤولية من دون توجيه مباشر.
ترتيب السرير صباحًا ليس مجرّد عادة منزلية، بل هو تمرين نفسي صغير يصنع أثرًا كبيرًا. عندما يبدأ الإنسان يومه بتنظيم بيئته، ينظّم في الوقت نفسه أفكاره ومشاعره. لذا، يدعو الخبراء الجميع إلى تخصيص بضع ثوانٍ لترتيب السرير كل صباح، لأنّ هذه اللحظة البسيطة قد تكون المفتاح ليوم أكثر هدوءًا، وإنتاجًا، وسعادة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ الأكل السريع طريقٌ خفيّ نحو أمراض القلب.
