يشير خبراء علم النفس التربوي إلى أنّ طريقة الأهل في مدح أطفالهم تُحدث أثرًا كبيرًا في تكوين شخصيتهم وثقتهم بأنفسهم. فالطفل لا يكتسب ثقته من النتائج وحدها، بل من الجهد الذي يبذله للوصول إليها. ومن هنا، يركّز المختصّون على نوع الثناء الذي يقدّمه الأهل، لأنّ المدح غير المناسب قد يضعف روح المبادرة عند الطفل بدلًا من تعزيزها.
في المقابل، يلفت الخبراء إلى أنّ التركيز على الذكاء فقط يجعل الطفل يخاف من الفشل، بينما الثناء على الجهد يغرس في داخله إيمانًا بقيمة العمل والمثابرة. لذلك، يدعو علماء النفس الآباء إلى تغيير طريقة التقدير والانتقال من مدح القدرات إلى تشجيع الجهود اليومية.
الثناء على الجهد يعزّز الإصرار
يؤكّد الباحثون أنّ الطفل الذي يسمع عبارات مثل “أعجبني إصرارك” أو “لقد حاولت بجدّ” يطوّر ما يسمّى بـ«عقلية النمو»، وهي نظرة تجعله يرى التحديات فرصاً للتعلّم. وبهذه الطريقة، يتعامل مع الخطأ كمرحلة طبيعية في طريق النجاح، لا كدليل على الفشل. ومع مرور الوقت، يتكوّن لديه دافع داخلي قوي يدفعه نحو التحسّن المستمر.
الثناء على الذكاء يخلق خوفًا من الفشل
عندما يسمع الطفل دومًا أنه ذكي، يبدأ في تجنّب المهام الصعبة خوفًا من أن يفقد هذه الصورة المثالية. فيشعر أنّ الخطأ يهدّد قيمته أمام الأهل والمعلمين. هذا النوع من الثناء يجعل الطفل يسعى إلى الحفاظ على مظهر التفوّق بدلًا من تطوير مهاراته فعلًا. ومن هنا، يفقد شجاعته في التجربة والمغامرة الفكرية.
كيف يوازن الأهل بين التشجيع والتقييم
ينصح الخبراء الأهل باستخدام عبارات تركّز على الجهد والمثابرة، مع تجنّب المديح العام. فبدلًا من قول “أنت عبقري”، يمكن قول “طريقة تفكيرك في الحلّ كانت ذكية”. كما يجب على الأهل تشجيع أطفالهم على الاستمرار حتى عند الفشل، لأنّ الدعم في لحظات الإخفاق أهمّ من الاحتفال بالنجاح فقط.
في النهاية، يتبيّن أنّ الثناء على الجهد يشكّل حجر الأساس في بناء شخصية الطفل الواثقة. فهو ينمّي روح المبادرة ويُعزّز قدرته على التحمّل وتقبّل الفشل. أما المديح المفرط للذكاء، فيخلق هشاشة نفسية وخوفًا من التحدّي. ولذلك، على كلّ أمّ وأبّ أن يدركا أنّ الكلمات البسيطة التي يختارانها اليوم قد تصنع غدًا طفلًا مؤمنًا بنفسه وبقدراته، لا بذكائه فقط. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن علامات ذكاء الطفل بعمر ثلاث سنوات التي تخفي وراءها موهبة غير عادية!