أظهرت دراسة حديثة نتائج مثيرة للجدل حول تأثير الصيام المتقطّع أثناء الحمل على صحة الجنين في الرحم ووزنه عند الولادة. يزداد اهتمام النساء بهذه الحمية لما تحمله من وعود بخسارة الوزن وتنظيم الهرمونات. لكنّ الحمل يشكّل مرحلة دقيقة تتطلّب توازنًا غذائيًا صارمًا لضمان نموّ سليم للجنين.
وفي ظلّ تزايد الاتجاه نحو الحميات الحديثة، طرحت الأبحاث الجديدة سؤالًا مهمًا: هل يمكن للمرأة الحامل أن تتّبع الصيام المتقطّع من دون أن تضرّ جنينها؟ حاولت هذه الدراسة الإجابة بدقّة علمية، فحلّلت العلاقة بين الصيام ووزن المواليد في مراحل مختلفة من الحمل.
تفاصيل الدراسة الجديدة
أجريت الدراسة في جامعة أسترالية عام 2025، وشارك فيها أكثر من 300 امرأة في مراحل مختلفة من الحمل. اتّبعت مجموعة منهنّ نمط الصيام المتقطّع لمدة ثلاثة أشهر، بينما التزمت المجموعة الثانية بتغذية منتظمة ومتوازنة. لاحظ الباحثون أنّ المواليد في مجموعة الصيام سجّلوا انخفاضًا طفيفًا في الوزن مقارنة بمواليد المجموعة الأخرى. خصوصًا عندما امتدّ الصيام إلى ساعات طويلة تجاوزت 14 ساعة يوميًا.
وأشار الأطباء إلى أنّ هذا الانخفاض لا يرتبط فقط بعدد السعرات الحرارية، بل أيضًا بتأثير الصيام على مستويات السكر في الدم ونقل المغذّيات إلى الجنين عبر المشيمة. لذلك، أكّد الفريق البحثي ضرورة المراقبة الدقيقة لأي تغيّر غذائي خلال الحمل.
ما الذي يفسّر هذه النتائج؟
يعتقد الباحثون أنّ السبب يعود إلى تقلّبات هرمونات الأنسولين والكورتيزول الناتجة عن فترات الامتناع الطويلة عن الطعام. فعندما تنخفض مستويات السكر لفترة طويلة، يستخدم الجسم احتياطاته الطاقية للحفاظ على توازن الأم، ما يترك الجنين في وضعٍ غذائي أقلّ استقرارًا. ومع أنّ الجسم يعوّض ذلك لاحقًا، إلا أنّ هذا التذبذب قد يؤثر في نموّ الأنسجة والوزن النهائي عند الولادة.
من جهة أخرى، يوضح الخبراء أنّ الصيام القصير لساعات معتدلة لا يسبّب بالضرورة خطرًا، إذا حافظت المرأة على وجبات غنيّة بالبروتين والحديد والكالسيوم خلال الفترات المسموح بها. لذلك، تبقى المدة ونوعية الطعام عاملين حاسمين في التأثير على النتائج.
نصيحة الأطباء للحوامل
يشدّد الأطباء على أنّ فترة الحمل ليست الوقت المناسب لتجربة أنظمة غذائية غير مدروسة. فكلّ تغيّر في نمط الأكل قد ينعكس مباشرة على نموّ الجنين. وينصح الخبراء النساء باستشارة الطبيب قبل اعتماد الصيام المتقطّع، ومراقبة الوزن ونسبة الحديد والسكر بانتظام. كما يُفضَّل تناول وجبات صغيرة ومتكرّرة طوال اليوم لتجنّب انخفاض الطاقة والمغذّيات الأساسية.
تقدّم هذه الدراسة رؤية جديدة حول الصيام المتقطّع أثناء الحمل، وتدعو إلى الحذر في تطبيقه من دون إشراف طبي. فبينما يفيد الصيام في بعض الحالات الصحية، يبقى الحمل حال استثنائية تتطلّب تغذية متوازنة ومستمرّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا نصائح للمراة الحامل في الشهر الثامن لتجنّب أخطر الأخطاء قبل الولادة!