لما ياسين لما ياسين 12-05-2025
أول 1000 يوم تحدّد مصير صحة طفلك

تشير الدراسات الحديثة إلى أن التغذية في أول 1000 يوم من حياة الطفل تؤثر على صحته لعقود لاحقة. يشمل هذا الوقت الحرج الفترة من بداية الحمل وحتى عمر السنتين، وهي مرحلة يتشكّل فيها الدماغ والجهاز المناعي، ويُبرمج فيها الجسم للتفاعل مع العوامل الغذائية.

ias

في هذا السياق، كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة Science أن الحدّ من تناول السكر خلال هذه الفترة الحساسة قد يقلّل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم بنسبة لافتة. فما الذي يجعل السكر بهذا التأثير العميق؟ وكيف يمكن للأم أن تتصرف بحكمة خلال هذه المرحلة؟

السكر ليس فقط سعرات حرارية!

يعتقد الكثيرون أن السكر يسبب فقط زيادة الوزن. لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير. فعندما يتعرّض جسم الطفل الصغير لمستويات مرتفعة من السكر، تبدأ خلاياه بالتأقلم مع هذا النمط الغذائي> ما يزيد لاحقًا من قابلية الجسم لتطوير مقاومة الإنسولين. هذه المقاومة تُعدّ بداية الطريق نحو الإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

طفل يأكل الشوكولاتة
مصدر الصورة: موقع Pexels

عند تقليل كميّة السكر، يتفاعل الجسم بشكل مختلف. تتطور قدرة الخلايا على استخدام الطاقة بكفاءة. يبقى البنكرياس في حال أفضل، وتبقى الأوعية الدموية مرنة وقوية. وهذا ما أكدته الدراسة البريطانية، إذ وُجد أن الأطفال الذين وُلدوا في فترة تقنين السكر بعد الحرب العالمية الثانية كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة عند بلوغهم.

نتائج الدراسة

شملت الدراسة أكثر من 60,000 شخص في المملكة المتحدة. في البداية، وُلِدَ بعضهم خلال فترة تقنين السكر، بينما وُلِدَ الآخرون بعدها مباشرة. بعد ذلك، أظهرت النتائج بشكل واضح أن من تعرّضوا لانخفاض نسبة السكر خلال أول سنتين من حياتهم انخفض لديهم خطر الإصابة بالسكري بنسبة 35%، وكذلك انخفض خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 20%. علاوة على ذلك، تأخّر ظهور هذه الأمراض لعدة سنوات، وبالتالي عاش هؤلاء الأشخاص حياة أطول وأكثر صحة.

وبناءً على ذلك، تؤثر التغذية في أول 1000 يوم بشكل مباشر على برمجة الجسم لسنوات قادمة. في هذا السياق، يتذكّر الجسم كل نمط غذائي، ويخزّن كل معلومة، ويتفاعل مع كل مدخل. لذلك، تتحمّل الأم مسؤولية كبيرة خلال الحمل، وأيضًا أثناء الرضاعة، ثم خلال أول عامين من عمر طفلها. بالفعل، كل قرار غذائي تتخذه في هذه الفترة يصنع فرقًا طويل الأمد.

كيف تتصرفين لحماية طفلك؟

أولًا، تجنّبي السكر المضاف قدر الإمكان. لا حاجة لإضافة السكر إلى حليب الأطفال أو الأطعمة المهروسة. تفي الفواكه الطبيعية بالغرض. ثانيًا، راقبي المنتجات الجاهزة. كثير منها يُسوّق على أنه “صحي” بينما يحتوي كميات كبيرة من السكر الخفي.

ثالثًا، كوني القدوة. عندما تمتنعين أنتِ عن الحلويات والمشروبات السكرية، سيعتاد طفلك على هذا النمط. يبدأ التعلّم منذ الشهور الأولى، بل وحتى من رحمكِ.

رابعًا، اختاري أطعمة غنية بالألياف، وركّزي على الخضار، والحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية. هذا النوع من الغذاء يُعزّز التوازن في الجسم، ويدعم نمو الدماغ، ويُقلّل الرغبة المستقبلية في تناول السكر.

كل خطوة تغذوية واعية اليوم، تحميه من سنوات من المعاناة لاحقًا. نحن لا نحرم أطفالنا من السكر، بل نحميهم منه. والفرق بين الحرمان والحماية يكمن في الفهم والنية. فحين تُدرِك الأم كيف يؤثر السكر على الخلايا، وعلى مستقبل طفلها، ستختار الأفضل، ولو بدا صعبًا في البداية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن مشروب شائع يهدد حياة طفلكِ.

الأمومة والطفل الأم والطفل التأكد من سلامة الطفل سلامة الأطفال صحة الأطفال صحة الطفل غذاء الطفل نصائح الأم والطفل

مقالات ذات صلة

هل فقدتِ نفسك في زحمة الأمومة؟
الأمومة والطفل هل فقدتِ نفسكِ في زحمة الأمومة؟ خطوات لاسترجاع هويتكِ بهدوء
هذه الخطوات لكِ!
طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط
الأمومة والطفل طفلي يتعلّق فيني بشكل مفرط.. هل هذا طبيعي؟
لا تتجاهلي هذه التصرّفات!
دعم الأب وقت الحمل والولادة
الحمل دعم الأب وقت الحمل والولادة: لحظات تبقى في قلب الأم للأبد
اليك أبرزها
عن أول مرة بكيت بسبب طفلي
الأمومة والطفل عن أول مرة بكيت بسبب طفلي.. ومتى حسّيت إنني أم فعلًا
أمهات بلا دعم
الأمومة والطفل أمهات بلا دعم… لماذا الأم تكون لوحدها بكل شيء
آثار نفسيّة غير مُتوقَّعة!
كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟
الأمومة والطفل كيف توازنين بين حبك لأطفالك وحاجتك لمساحة خاصة؟ السرّ في هذه العادات البسيطة!
اتّبعي هذه الخطّة!
طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟
الأمومة والطفل طفلك يصرخ في الأماكن العامة؟ هذه الطرق تخفف التوتر وتحتوي الموقف
اتبعيها ولاحظي الفرق بنفسك!
الأم العاملة
الأمومة والطفل الأم العاملة: كيف تواجهين التعب، الذنب، والإرهاق العاطفي؟
اعتمدي هذه الأساليب وغيّري حياتكِ!
ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟
الأمومة والطفل ليش ما أحب ألعب مع طفلي؟ عن الملل الطبيعي في الأمومة
اعتمدي هذه الخطوات!
بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
الأم والرضيع بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
اكتشفي الأسباب!
كل شوي سؤال
الأمومة والطفل كل شوي سؤال! كيف تتعاملين مع طفلكِ الفضولي بدون ما تتوتري؟
اتّبعيها وستلاحظين الفرق!
كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟
الأمومة والطفل كيف تعززين التواصل العائلي في وسط زحمة الحياة اليومية؟ خطوات بسيطة تغيّر كل شيء!
نصائح ستغيّر حياتك!

تابعينا على