مصدر الصورة: الحساب الرسمي @MITAI Lebanon على إنستغرام
من قلب العاصمة بيروت وبرعاية سعادة الدكتور نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء في لبنان،
وبإشراف وزير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الدكتور كمال شحادة، يتأهّب لبنان لاستضافة حدث استثنائي يُعدّ الأضخم من نوعه في المنطقة: القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي (AI Tech Summit Lebanon). هذه المبادرة الوطنية تجمع بين الإبداع والتكنولوجيا في مساحة واحدة . لتؤكد أن لبنان ما زال أرضًا للعلم والفكر رغم كلّ التحديات. إنها لحظة فارقة تضع البلاد في قلب التحوّل الرقمي العالمي، وتوجّه الأنظار نحو مستقبلٍ مبنيّ على المعرفة، الابتكار، والتكامل بين الإنسان والآلة. @Kamalshehadi
على مدار يوم كامل حافل بالندوات والجلسات التفاعلية، ستستقطب القمة- في 7 نوفمبر 2025 في قاعة “AVA Venue” في الأشرفية ببيروت- نخبة من الباحثين، والوزراء، والخبراء، وروّاد الأعمال. وذلك لمناقشة دور الذكاء الاصطناعي في تطوير الاقتصاد، وتحسين جودة التعليم، وتعزيز الابتكار المحلي. إنها ليست مجرّد فعالية تقنية، بل رؤية وطنية تُعيد للبنان مكانته كمركزٍ إقليمي للأفكار الريادية والمشاريع الذكية.
هدفٌ وطني لبناء مستقبل رقمي
تضع القمة هدفًا واضحًا يتمثّل في إطلاق خطة وطنية شاملة لتطوير الذكاء الاصطناعي في لبنان. ولهذا السبب، تجمع الجهود بين القطاعين العام والخاص ضمن رؤية موحّدة تسعى إلى تحقيق التقدّم الرقمي. كما تركّز المبادرة على تحديد أولويات واضحة تمسّ حياة كل مواطن، مثل التعليم، والرعاية الصحية، والزراعة، والطاقة. وبهذا الشكل، تدفع القمة عجلة التطوير قدمًا، وتحوّل التكنولوجيا الحديثة إلى وسيلة حقيقية لتحسين نوعية الحياة في لبنان.
تُركّز القمة أيضًا على تعزيز الوعي الجماعي بأهمية الذكاء الاصطناعي في حياة الأفراد. ولهذا السبب، تعمل على اعتماد سياسات تُشجّع الابتكار المحلي بدلًا من استيراد الحلول الجاهزة. كذلك، تُنظّم القمة حوارات وجلسات مختصّة تفتح الباب أمام الأفكار الجديدة. فتتحوّل هذه الأفكار تدريجيًا إلى مشاريع حقيقية تُسهم بوضوح في تطوير المجتمع وتعزيز الاقتصاد في آنٍ واحد.
منصّة تجمع العقول اللبنانية والعالمية
تتميّز القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي بمشاركةٍ واسعة من الخبراء اللبنانيين المنتشرين حول العالم. يعود هؤلاء إلى وطنهم ليُسهموا في رسم ملامح مرحلةٍ جديدة من التنمية الرقمية. كما تجمع القمة المبتكرين الشباب بالجامعات والشركات الناشئة في مساحةٍ واحدة تُشجّع على التعاون وتبادل الخبرات. ومن جهةٍ أخرى، تُحفّز الجلسات الحوارية التفاعل بين الأجيال والخبرات المختلفة. فيخلق ذلك بيئةً حيّة تُلهم كل من يسعى إلى بناء مستقبلٍ رقميّ متطوّر.
ويشارك في الحدث عدد من أبرز الأسماء في مجالات التكنولوجيا، والاقتصاد، والتعليم. كما يحضر ممثلون عن مؤسسات دولية تهتمّ بالتحوّل الرقمي في الشرق الأوسط. وبالإضافة إلى ذلك، يجتمع هؤلاء الخبراء لتبادل الخبرات ومناقشة أحدث التطوّرات في عالم الذكاء الاصطناعي. وهكذا، يمنح هذا التنوّع في الحضور القمة طابعًا عالميًا مميّزًا، ويحوّلها إلى منصّة حيّة تجمع الشرق والغرب حول هدفٍ واحد. وهو بناء مستقبلٍ يُسخّر الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان وتقدّمه.
رؤية الوزارة نحو التحوّل الرقمي
تبدأ وزارة التنمية الإدارية والاقتصاد الرقمي في لبنان برعاية هذه القمة، وتعمل من خلال ذلك على وضع إطارٍ تشريعي وتنفيذي واضح لتبنّي الذكاء الاصطناعي بطريقةٍ مسؤولة وفعّالة. كما تسعى الوزارة باستمرار إلى بناء بيئة وطنية قوية تُحفّز البحث العلمي، وتدعم في الوقت نفسه المواهب الشابة. بل وتربط أيضًا الجامعات اللبنانية بشبكات التكنولوجيا العالمية. وبذلك تُرسّخ مفهوم التعاون الوطني نحو مستقبلٍ رقمي متكامل.
وبهذه الجهود، يفتح لبنان الطريق لتحويل التحدّيات إلى فرص حقيقية. كما يثبت كلّ يوم أنّ الطاقات البشرية المحلية تقود التغيير بخطى ثابتة. ولذلك، تُشكّل القمة أكثر من مجرّد احتفالٍ بالذكاء الاصطناعي. بل تُعلن بوضوح بداية عهدٍ جديد من الإصلاح الرقمي والابتكار المؤسسي.
لبنان في قلب الثورة التكنولوجية
إن انعقاد القمة في بيروت يحمل رمزية كبيرة، لأن هذا البلد الصغير بإمكاناته المحدودة يصرّ بقوة على أن يكون جزءًا من الثورة التقنية العالمية. ولهذا السبب، تُصبح القمة مساحة حقيقية للتفاؤل، والتعاون، والإيمان بالقدرات اللبنانية. في الوقت نفسه، تسلّط القمة الضوء على قصص نجاحٍ واقعية تُثبت أن الطموح لا يعرف حدودًا. كما أنها تقدّم رؤى مستقبلية واضحة تحاكي طموحات الشباب اللبناني الذي يعمل بإصرار لبناء مستقبلٍ أكثر استقرارًا، وعدلًا، وابتكارًا.
تُشكّل القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي خطوةً جريئةً نحو وطنٍ يواكب التغيير ولا يخشاه. وفي الحقيقة، تُعلن هذه القمة بداية مرحلةٍ جديدة يسير فيها لبنان بثقة نحو مستقبلٍ رقمي متقدّم. كما تؤكّد أن المعرفة ما زالت أقوى موارد الوطن، وأنّ الاستثمار في العقول يصنع الطريق الأضمن لعبور الأزمات. وهكذا، تُصبح القمة منصةً تجمع الطاقات والخبرات لتبني رؤية وطنية متينة. ومع كلّ كلمة تُقال في هذه القمة، يكتب اللبنانيون سطرًا جديدًا في قصة وطنٍ يقرر أن يصنع مستقبله بنفسه. فيصنع مستقبلًا يليق بذكائه، بطموحه، وبإيمانه العميق بالإنسان قبل الآلة.
