في السنوات الأخيرة، ركّزت معظم الحملات الصحية على أهمية تغذية المرأة قبل الحمل. لكن الآن، تغيّرت المعادلة. فقد أثبتت دراسات حديثة أن دور الأب لا يبدأ بعد الولادة، بل يبدأ قبل الحمل، وتحديدًا من صحن الطعام.
وفي هذا المقال، نسلّط الضوء على كيفية تأثير تغذية الرجل على صحة أبنائه في المستقبل، من خلال إشارات بيولوجية دقيقة تنطلق من نمط حياته. سنتناول أبرز المخاطر الناتجة عن سوء التغذية، ونقترح نمطًا غذائيًا صحيًا قد يصنع الفارق.
١. التغذية تترك بصمة في الحمض النووي
يتأثّر الحمض النووي الريبي (RNA) في الحيوانات المنوية مباشرةً بنمط غذاء الرجل. إذ إن الإفراط في تناول الدهون المشبعة والسكريات يبدّل طريقة تعبير بعض الجينات. مما قد يؤثّر على تكوين الأعضاء والوظائف الحيوية لدى الطفل مستقبلًا.

وقد توصّلت أبحاث أجريت في مركز Helmholtz في ألمانيا إلى أن هذه التغيرات قد تزيد من احتمال إصابة الأطفال بالسمنة أو اضطرابات أيضية مثل السكري من النوع الثاني.
٢. الوزن الزائد ليس مجرد مسألة شكل
عندما يعاني الرجل من السمنة قبل التخطيط للإنجاب، فإن تأثير هذه الحال لا يقتصر عليه فقط. بل إن الوزن الزائد يرتبط بزيادة المؤشرات الالتهابية داخل الجسم. ما يؤدّي إلى ضعف جودة الحيوانات المنوية، واحتمال نقل إشارات غير صحيّة إلى الجنين.
إضافةً إلى ذلك، أظهرت دراسات أخرى أن الأطفال المولودين لآباء يعانون من السمنة أكثر عرضة لتراكم الدهون وتطوّر مشاكل صحية في وقت مبكر من حياتهم.
٣. التغذية السليمة.. استثمار في الأبناء
إنّ اعتماد الرجل على نظام غذائي غني بالخضروات، والفواكه، الحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون يحسّن من جودة المني ويعزّز صحته الإنجابية. كما أن مضادات الأكسدة الموجودة في هذه الأطعمة تحارب الالتهابات وتحسّن التوازن الهرموني.
ببساطة، ما يأكله الأب قبل الحمل قد يصنع فرقًا كبيرًا في الحياة الصحية لأطفاله، ويمنحهم بداية قوية وسليمة.
لم تعد الأبوة مجرّد لحظة ولادة. بل أصبحت رحلة تبدأ قبل الحمل، من طبق الطعام الأول إلى نمط الحياة اليومي. كلّ وجبة يختارها الرجل قبل الإنجاب إمّا أن تُعزّز صحة الجنين أو تُعرّضه للخطر. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن فوائد الخوخ للحامل.