أشارت دراسة بريطانية حديثة إلى أنّ ممارسة التنفّس العميق يوميًا تُعَدّ من أبسط العادات التي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة الإنسان. فهذه التقنية الطبيعية التي لا تتطلّب جهدًا أو أدوات خاصّة، تساعد الجسم على التخلّص من التوتّر وتُعزّز كفاءة الجهاز التنفّسي بشكل ملحوظ.
وفي ظلّ ارتفاع معدّل الضغوط اليومية وتزايد مشاكل التنفّس الناتجة عن قلّة الحركة وتلوّث الهواء، بدأ الباحثون يركّزون على العلاقة بين التنفّس المنتظم والصحة العامّة. ومن خلال التجارب، لاحظوا أنّ بضع دقائق من التنفّس العميق يوميًا يمكن أن تعيد التوازن للجسم والعقل في آنٍ واحد.
كيف يؤثّر التنفّس العميق على الرئتين؟
يعمل التنفّس العميق على توسيع الرئتين بالكامل، ما يسمح بدخول كميات أكبر من الأوكسجين إلى الدم. ومع تكرار هذه الممارسة، تزداد مرونة العضلات المسؤولة عن الشهيق والزفير، فيتحسّن أداء الرئتين تدريجيًا. كذلك، تساعد هذه التقنية على طرد ثاني أكسيد الكربون بكفاءة أعلى، فتزداد قدرة الجسم على التخلّص من السموم.
كما لاحظ الأطباء أنّ الأشخاص الذين يمارسون التنفّس العميق بانتظام يتمتّعون بنبض قلب أكثر استقرارًا ونسبة أوكسجين أعلى في الدم. وبالتالي، يتحسّن نشاط الدورة الدموية ويزداد الشعور بالحيوية.
التنفّس العميق وسرّ تخفيف التوتر
يرتبط التنفّس العميق مباشرة بجهاز الأعصاب، إذ يُفعّل ما يُعرف بالعصب الحائر المسؤول عن تهدئة الجسم. فعندما يبطئ الإنسان إيقاع تنفّسه، ينخفض مستوى هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المرتبط بالتوتّر. ومع الوقت، يشعر الشخص براحة ذهنية وهدوء داخلي يُشبه أثر التأمّل.
كما أنّ هذه التقنية تساعد على تحسين التركيز والنوم، وتمنح الذهن فرصة لإعادة التوازن بعد يوم طويل من الإرهاق. لذلك، ينصح الخبراء بتخصيص خمس إلى عشر دقائق يوميًا للتنفّس العميق في مكان هادئ بعيد عن المشتّتات.
الطريقة الصحيحة لممارسة التنفّس العميق
يُنصح بالجلوس في وضع مريح، مع إغلاق العينين والتركيز على حركة الصدر والبطن أثناء الشهيق والزفير. على الشخص أن يسحب الهواء ببطء عبر الأنف حتى يشعر بتمدّد الرئتين، ثم يخرجه تدريجيًا من الفم. ومع التكرار المنتظم، يصبح التنفّس العميق عادة يومية تُرافق الروتين الصباحي أو المسائي.
تؤكّد نتائج الدراسة البريطانية أنّ التنفّس العميق ليس مجرّد تمرين بسيط، بل وسيلة فعّالة للحفاظ على صحّة الرئتين والتخفيف من التوتّر النفسي. ومع المداومة عليه، يلاحظ الإنسان تحسّنًا في طاقته ومزاجه وقدرته على مواجهة ضغوط الحياة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ اطعمة تقوي الذاكرة وتجعلكِ أكثر حيوية ونشاطًا كل يوم!
