لما ياسين لما ياسين 04-11-2025
الغازات بعد الولادة

تُسبّب الغازات بعد الولادة انزعاجًا كبيرًا للنساء في الأيام الأولى بعد إنجاب الطفل. تظهر المشكلة غالبًا بسبب التغيّرات الهرمونية، وانخفاض حركة الأمعاء، وضغط الرحم على الجهاز الهضمي خلال الحمل. تشعر الأم بالانتفاخ، وبثقل في البطن، وأحيانًا بألم يشبه تقلّصات الولادة نفسها. لكنّ المفاجأة أنّ هناك حيلة بسيطة وفعّالة تساهم في التخلّص من هذه الغازات بسرعة مذهلة، من دون حاجة إلى تناول أدوية أو علاجات معقّدة.

ias

سيتناول هذا المقال الأسباب العلمية لهذه الحالة، والعوامل التي تزيدها سوءًا، والحيلة البسيطة التي تؤدّي دورًا كبيرًا في اختفائها، مع نصائح غذائية وتمارين مساعدة. وفي النهاية، نشاركك خلاصة حول الحلّ الأنسب الذي يمكن أن يغيّر تجربة ما بعد الولادة تمامًا.

لماذا تتكوّن الغازات بعد الولادة؟

تزداد الغازات بعد الولادة بسبب بطء حركة الأمعاء الناتج عن التغيّرات الهرمونية. يؤدّي انخفاض مستوى هرمون البروجستيرون بعد الولادة إلى ارتخاء عضلات الجهاز الهضمي، فيبقى الهواء محبوسًا في الأمعاء لفترة أطول. كما يضغط الرحم المتضخّم على القولون، ما يعيق مرور الغازات بشكل طبيعي.

من جهة أخرى، تؤثّر الولادة القيصرية على الجهاز الهضمي أكثر من الولادة الطبيعية. يُدخل الأطباء أثناء العملية كمية من الهواء إلى البطن، ما يجعل الغازات تتجمّع بعد الجراحة. ويُضاف إلى ذلك قلّة الحركة بعد الولادة، لأنّ الأم تميل إلى الراحة في السرير لفترات طويلة، فيتراجع نشاط الأمعاء تدريجيًّا.

كما تساهم الأدوية المسكّنة والمضادات الحيوية أحيانًا في تعطيل البكتيريا المفيدة في الأمعاء، فتحدث عملية تخمير تؤدّي إلى إنتاج مزيد من الغازات. لذلك، يُنصح دومًا بالحركة المعتدلة والمشي الخفيف بعد الولادة، لأنّ النشاط البسيط يساعد الجهاز الهضمي على استعادة إيقاعه الطبيعي بسرعة.

تأثير النظام الغذائي على الغازات بعد الولادة

يؤدّي الطعام دورًا أساسيًّا في تكوين الغازات بعد الولادة. فبعض الأطعمة تسبّب تخمّرًا داخل الأمعاء أكثر من غيرها. نذكر منها الملفوف، والقرنبيط، والفول، والعدس، والبصل، والمشروبات الغازية. عند تناولها في الأيام الأولى بعد الولادة، تتفاقم الأعراض ويزداد الانتفاخ.

في المقابل، تساعد أطعمة أخرى على تخفيف الغازات وتحسين الهضم. مثل الزنجبيل الطازج، والشمر، والنعناع، والكراوية. فهذه النباتات تحتوي مركّبات طبيعية تريح العضلات المعويّة وتمنع احتباس الهواء.

كما تؤدّي طريقة الأكل دورًا مهمًّا. إذ يُفضّل أن تأكل الأم ببطء، وتمضغ جيّدًا، وتشرب الماء بين الوجبات وليس أثناءها. ويُستحسن أيضًا تقسيم الوجبات إلى خمس أو ست وجبات صغيرة بدل ثلاث كبيرة. هذه الخطوات البسيطة تُعيد التوازن إلى الجهاز الهضمي وتقلّل تراكم الهواء في المعدة.

ومن المفيد كذلك تقليل استهلاك الحليب ومشتقّاته مؤقّتًا، لأنّ بعض النساء يُصبن بحساسية موقّتة تجاه اللاكتوز بعد الولادة. هذه الحساسية تسبّب غازات وانتفاخًا وألمًا بطنيًّا.

الحيلة البسيطة التي تجهلها معظم الأمهات

تتمثّل الحيلة التي تُزيل الغازات بعد الولادة في تطبيق تمرين التنفّس العميق مع حركة الركبتين نحو الصدر. هذه الطريقة أثبتت فعاليتها في العديد من الأبحاث، إذ تُنشّط حركة الأمعاء وتساعد الهواء المحبوس على الخروج بسهولة.

الخطوات بسيطة:

  1. استلقي على ظهرك فوق سطح مريح.
  2. اثني ركبتيك نحو صدرك ببطء.
  3. خذي شهيقًا عميقًا من الأنف حتى تشعري بتمدّد البطن.
  4. ازفري الهواء ببطء من الفم وأعيدي ساقيك إلى الأرض.
  5. كرّري التمرين عشر مرات صباحًا ومساءً.

يساعد هذا التمرين في تدليك الأمعاء طبيعيًّا، ويُعيد لها حركتها المنتظمة. كما يحسّن الدورة الدموية في البطن ويقلّل الضغط الناتج عن تمدّد الأمعاء. وقد أكّد باحثون من Mayo Clinic أنّ التنفّس العميق يخفّف من ألم الغازات بعد العمليات القيصرية بنسبة تصل إلى 70%.

إضافة إلى ذلك، يُنصح باستخدام الكمّادات الدافئة على البطن، فهي تُرخي العضلات وتساعد على خروج الغازات تدريجيًّا. ويمكن أيضًا تناول مشروب دافئ من الشمر أو النعناع بعد كل وجبة. إذ يُعزّز امتصاص المغذّيات ويمنع تشكّل الهواء داخل الأمعاء.

تمارين ونصائح إضافية لتخفيف الغازات

يساعد المشي الخفيف جدًا بعد الولادة على تحسين حركة الأمعاء. المشي يوميًّا لعشر دقائق فقط يُنشّط الجهاز الهضمي ويُسهم في تقليل الانتفاخ. كما يمكن للأم ممارسة تمارين “كيجل” التي تُقوّي عضلات الحوض، وتُعيد توازن الضغط الداخلي للبطن.

ويُستحسن تجنّب شرب القهوة أو المشروبات المحتوية على الكافيين في الأيام الأولى، لأنّها قد تُؤثّر على المعدة وتُبطئ الامتصاص. بدلًا من ذلك، يُفضّل شرب الماء الفاتر بكميات صغيرة طوال اليوم، فهو يحفّز الأمعاء على العمل من دون إرهاق.

من الضروري أيضًا الانتباه إلى وضعية الجلوس أثناء الرضاعة. فكلّما جلست الأم بانحناءة كبيرة، زاد الضغط على البطن، وتجمّعت الغازات في الأمعاء. لذلك، من الأفضل اعتماد وضعية مستقيمة ووضع وسادة خلف الظهر لتخفيف الضغط.

كما يُنصح بالنوم على الجهة اليسرى، لأنّها تسهّل خروج الهواء وتقلّل الضغط على المعدة. هذه الوضعية تُعدّ الأفضل علميًّا للمساعدة على الهضم وتخفيف الغازات.

متى تصبح الغازات بعد الولادة مشكلة تستدعي القلق؟

عادةً تختفي الغازات بعد الولادة تدريجيًّا خلال أسبوع إلى أسبوعين. لكن في بعض الحالات، قد تشير العوارض إلى مشكلة أكبر، خصوصًا إذا رافقها ألم حادّ، أو ارتفاع في الحرارة، أو انتفاخ شديد لا يزول. في هذه الحال، يجب مراجعة الطبيب فورًا لاستبعاد وجود انسداد أو التهاب في الأمعاء.

من جهة أخرى، قد تعاني بعض النساء من الإمساك المزمن بعد الولادة، ما يزيد الغازات سوءًا. عندها، ينبغي استخدام أطعمة غنية بالألياف مثل الشوفان والتفاح، أو استشارة الطبيب حول مكمّلات الألياف الآمنة في فترة الرضاعة.

من المهمّ أيضًا عدم الإفراط في تناول الأعشاب، لأنّ بعضها قد يؤثّر على حليب الأم. لذلك، يجب الاعتدال في كلّ ما يُستخدم.

الخلاصة

تُعدّ المعاناة من الغازات بعد الولادة من المشاكل الطبيعية والمؤقّتة التي يمكن التعامل معها بسهولة عندما تعرف الأم السبب الحقيقي وراءها. الحركة البسيطة، والتنفس العميق، والنظام الغذائي المتوازن، تشكّل معًا علاجًا فعّالًا وآمنًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن فوائد الليمون للحمل.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ وعي الأم بما يحدث في جسدها بعد الولادة هو الخطوة الأولى نحو التعافي السليم. أرى أنّ هذه الحيلة البسيطة – الجمع بين التنفّس العميق ورفع الركبتين نحو الصدر – تستحقّ أن تُدرّس في صفوف التحضير للولادة، لأنّها تُغني عن كثير من الأدوية وتُعيد للأم راحتها بسرعة. فالعناية بالجسم بعد الولادة لا تقتصر على الجرح أو الوزن، بل تشمل أيضًا راحة الأمعاء والقدرة على استعادة التوازن الداخلي بثقة وهدوء.

الحمل العناية بعد الولادة الغازات بعد الولادة غازات ما بعد الولادة نصائح بعد الولادة

مقالات ذات صلة

امرأة عند الطبيبة النسائية
اعراض الحمل اعراض الحمل الاسبوع الثاني: ستتمكنين من اكتشافها بسهولة!
أعراض أوّلية
ألم المبايض من أعراض الحمل
الصحة لا تتجاهلي هذا الشعور: ألم المبايض من أعراض الحمل أم إنذار مبكر لخطر آخر؟
الإجابة العلمية الدقيقة..
امرأة حامل في حقل القمح
الجنين كثرة حركة الجنين في الشهر السادس​: كلّ ما ترغبين في معرفته عن هذا الشهر من الحمل!
كل ما تريدين أن تعرفيه
امرأة حامل تمشي
رشاقة الحامل المشي في الاسبوع 33 من الحمل: إليكِ فوائده الصحية لكِ ولجنينكِ!
كل ما ترغبين في معرفته
تأخر التبويض
التبويض التبويض المتأخر متى يبان الحمل​
كل ما تريدين معرفته
تحليل سلبي للحمل
مشاكل الحمل ماجتني الدوره ومافي اعراض حمل​: إليكِ أسباب تأخر الدورة الشهرية!
كل ما تريدين معرفته
امرأة حامل تبكي
صحة الحامل هل البكاء يؤثر على الجنين​: دراسات جديدة تحسم الأمر!
ما أثبتته الدراسات
امرأة حامل تنظر إلى بطنها
الأسبوع الخامس عشر هل يتحرك الجنين في الأسبوع 15​: معلومات تعرفينها لأوّل مرّة!
تطورات الحمل الأسبوعية
صورة بالموجات فوق الصوتية للجنين
صحة الحامل هل يتحرك الجنين في الشهر الثاني​: إليكِ الإجابة الدّقيقة بحسب الدّراسات!
تطوّرات حملكِ الشهريّة
امرأة تعاني من غثيان الحمل
اعراض الحمل ماهى اعراض اول يوم حمل​: تابعي رحلة حملك من الأيام الأولى!
كل ما ترغبين في معرفته
امرأة في شهور الحمل الأخيرة
صحة الحامل هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع​: إليكِ ما ترغبين في معرفته!
لن تقلقي بعد اليوم
امرأة تشرح للطبيبة ألم المعدة
اعراض الحمل هل الم المعدة من اعراض الحمل​: إليكِ الأعراض الأقلّ شيوعًا للحمل!
أعراض الحمل الأقلّ شيوعًا

تابعينا على