يُعَدّ الضغط المنخفض عند النساء من الحالات الصحية التي تمر بها كثيرات في مراحل مختلفة من حياتهن. قد تشعر المرأة بدوخة أو إرهاق مستمرّ من دون أن تدرك أن السبب يعود لانخفاض ضغط الدم. هذه الحال، وإن بدت بسيطة أحيانًا، قد تحمل مخاطر كبيرة إذا لم تُشخّص وتُعالج في الوقت المناسب. لذلك، من المهم فهم أسبابها وعوارضها ومتى تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا.
في هذا المقال، سنقدّم لكِ شرحًا علميًا مبسطًا حول هذه المشكلة، مع عرض لأهم العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الضغط المنخفض أصبح خطرًا على صحتكِ. كما سنوضح الأسباب الأكثر شيوعًا، والمضاعفات المحتملة، ونقدّم نصائح فعّالة للوقاية والحماية. تستند جميع المعلومات إلى دراسات طبية موثوقة لضمان دقة المحتوى.
ما هو الضغط المنخفض عند النساء؟
قبل التحدث عن المخاطر، من المهم أن نفهم المقصود بهذه الحال. الضغط المنخفض عند النساء يعني أن قراءة ضغط الدم تكون أقل من 90/60 ملم زئبق. في هذه الحال، لا يصل الدم بالكمية الكافية إلى الدماغ والأعضاء الحيوية. مما قد يسبب مواجهة عوارض مزعجة.

تشير أبحاث منشورة في American Heart Association إلى أن الانخفاض المؤقت في ضغط الدم قد يحدث بسبب تغيّرات طبيعية مثل الوقوف المفاجئ أو الإرهاق، لكنه قد يكون أيضًا علامة على مشكلة قلبية أو هرمونية. فهم هذا التعريف هو الخطوة الأولى لتحديد متى تتحوّل الحال من عرض مؤقَّت إلى مشكلة تستحقّ القلق.
الأسباب الأكثر شيوعًا لانخفاض الضغط
أسباب الضغط المنخفض عند النساء متعددة، وتتراوح بين عوامل بسيطة وأخرى خطيرة. من أكثرها شيوعًا:
- الجفاف: فقدان السوائل بسبب قلة شرب الماء أو التعرق الشديد يؤدّي إلى انخفاض حجم الدم.
- سوء التغذية: نقص الفيتامينات، خصوصًا فيتامين B12 وحمض الفوليك، يسبّب ضعف إنتاج كريات الدم الحمراء.
- الحمل: التغيرات الهرمونية خلال الأشهر الأولى تؤثر على مرونة الأوعية الدموية.
- مشاكل القلب: بطء ضربات القلب أو ضعف الصمام قد يقللان من تدفق الدم.
- اضطرابات الغدة الدرقية أو الكظرية: يؤثّر تغيّر مستويات الهرمونات على توازن الضغط.
تشير الأبحاث الطبية إلى أن النساء أكثر عرضةً لانخفاض الضغط بسبب طبيعة التغيرات الهرمونية التي يمررن بها. خاصة في الحمل أو الدورة الشهريّة.
العوارض التي تستدعي القلق
الضغط المنخفض عند النساء لا يصبح خطرًا إلا عندما تصاحبه عوارض شديدة أو متكررة. من العلامات التحذيرية:

- دوخة مستمرة أو إغماء.
- ضعف شديد في التركيز أو تشوش في الرؤية.
- ألم في الصدر أو صعوبة في التنفس.
- برودة في الأطراف وشحوب الوجه.
- تسارع نبضات القلب أو عدم انتظامها.
تدلّ هذه العوارض على أن الأعضاء الحيوية لا تحصل على ما يكفي من الأكسجين. وفقًا لدراسة
في Mayo Clinic Proceedings، قد يؤدّي الإغماء المتكرر الناتج عن انخفاض الضغط إلى إصابات خطيرة نتيجة السقوط.
متى يصبح الضغط المنخفض حال طارئة؟
هناك مواقف يتحوّل فيها الضغط المنخفض إلى خطر فوري على الحياة. إذا انخفض الضغط فجأة مع ظهور عوارض صدمة مثل تسارع النبض الشديد، وتنفس سريع، وارتباك، أو فقدان وعي، فإنّ الأمر يستدعي الاتصال بالإسعاف فورًا.
قد تنتج هذه الحال عن نزيف داخلي، وعدوى حادة في الدم، أو حساسية مفرطة. تؤكّد الدراسات الطبية أن التدخل السريع في هذه المواقف يزيد من فرص إنقاذ المريضة وتجنّب مضاعفات قاتلة.
طرق الوقاية والحماية
تعتمد الوقاية من الضغط المنخفض عند النساء على أسلوب حياة صحي وتغذية متوازنة. من النصائح الفعالة:

- شرب كمية كافية من الماء يوميًا.
- تناول وجبات غنية بالفيتامينات والمعادن.
- تجنب الوقوف المفاجئ لفترات طويلة.
- ممارسة رياضة خفيفة بانتظام لتحسين الدورة الدموية.
- استشارة الطبيب عند ملاحظة أي عوارض غير طبيعية.
إضافةً إلى ذلك، يمكن مراقبة ضغط الدم في المنزل بواسطة جهاز قياس موثوق. خاصّةً إذا كانت المرأة تعاني من أمراض مزمنة أو تاريخ عائلي لمشاكل الضغط.
الخلاصة
من المهم أن تدرك كل امرأة أن الضغط المنخفض عند النساء ليس دائمًا أمرًا بسيطًا. صحيح أنه قد يكون عرضًا عابرًا، لكنه في بعض الحالات يشير إلى مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم طبي عاجل. الفهم الجيد للأسباب والعوارض، والاستجابة السريعة عند ظهور العلامات الخطرة، هما مفتاح الحماية من المضاعفات. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ ليش المشي اليومي أفضل رياضة للأمهات المشغولات؟
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الوعي يشكّل الدرع الأول في مواجهة هذه الحالة، فهو يمكّن المرأة من قراءة الإشارات التي يرسلها جسدها والتصرف بسرعة قبل تفاقم الخطر. أؤكد ضرورة الإصغاء لكلّ عرض غير طبيعي، سواء كان دوخة مفاجئة أو إغماء قصير، والتعامل معه كإنذار يستوجب الفحص. أشجّع على جعل الفحوص الطبية الدورية عادة ثابتة، مع التركيز على نظام غذائي متوازن يمد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية. إضافةً إلى شرب الماء بانتظام للحفاظ على حجم الدم وتدفقه السليم. بهذه الخطوات البسيطة، تستطيع المرأة حماية قلبها ودماغها وأعضائها الحيوية، وتتفادى مضاعفات قد تتحوّل إلى تهديد حقيقي لحياتها.