يبحث معظم الأهالي عن طرق فعّالة تعزّز نموّ أطفالهم الذهني وتُرسّخ مهاراتهم الحياتية. وقد لا يعلم الكثيرون أن أوقات الطعام، التي نمارسها يوميًا، تُشكّل فرصة ذهبية لزيادة التركيز والفهم لدى الأطفال بطريقة ممتعة وملهمة.
في هذا المقال، سنستعرض كيف تُسهم الطقوس اليومية أثناء الوجبات في تحفيز نموّ الدماغ لدى الأطفال. سنتطرّق إلى نشاطات بسيطة يمكنكِ دمجها خلال تناول الطعام، لتمنحي طفلكِ فرصة تطوير مهاراته المعرفية واللغوية والعاطفية، ضمن بيئة عائلية دافئة.
١- تحدّثي مع طفلكِ عن الطعام
ابدئي الحديث عن مكوّنات الطبق أمام طفلكِ. اسأليه: “هل تعرفين من أين يأتي الأرز؟” أو “هل يمكنكِ تمييز طعم الحامض هنا؟” هذه المحادثات تُنشّط الذاكرة، وتُحفّز مهارات التفكير النقدي، وتُعزّز الفضول العلمي.

٢- شاركيه في إعداد الطعام
حين يُشارك الطفل في تحضير المائدة أو خلط المكونات، يتعلّم الحساب والملاحظة والتخطيط. على سبيل المثال، يمكن أن تطلبي منه عدّ عدد الملاعق أو قياس كمية الماء. هكذا تطوّرين قدرته على التنظيم والتركيز.
٣- قصّي عليه القصص أثناء الطعام
استغلّي وقت الغداء أو العشاء لسرد قصة قصيرة. هذه العادة تنشّط مخيّلته، وتدعم تطوّر اللغة لديه، وتُعزّز قدرته على الإصغاء والانتباه، خصوصًا إذا سألته أسئلة خلال القصة مثل: “ماذا تتوقّعين أن يحدث بعد ذلك؟”
٤- خصّصي لحظات للتعبير العاطفي
اسألي طفلكِ: “ما أكثر شيء جعلكَ سعيدًا اليوم؟” هذا السؤال البسيط يُشجّعه على التعبير عن مشاعره، ويُعزّز ذكاءه العاطفي وتعاطفه مع الآخرين. كما يشعر بالأمان حين يدرك أن هناك من يستمع له باهتمام.
٥- مارسي معه الامتنان قبل الأكل
علّميه أن يشكر الله على النعمة، أو أن يُعبّر عن امتنان بسيط مثل: “أنا ممتنّ لأمي لأنها طبخت لي.” هذه الطقوس الصغيرة تُرسّخ الإيجابية وتُعزّز الصحة النفسية لدى الطفل على المدى البعيد.
حين تدركين أهمية كل لحظة تقضينها مع طفلكِ على مائدة الطعام، تصبح الوجبات أكثر من مجرّد وقت للأكل. تصبح مساحة تعليمية، وعاطفية، ومعرفية غنية. اجعلي من كل وجبة فرصة لبناء عقل متطوّر، وقلب واعٍ، وشخصية واثقة تستعدّ لمستقبل مشرق. ومن الجدي بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف تساهم الأم في تشكيل مستقبل أفضل للمجتمع.