تتسارع الخطوات الطبية في أبوظبي لتأمين مستقبل صحي أفضل للأطفال منذ لحظة ولادتهم. فقد أطلقت دائرة الصحة برنامجًا جديدًا للفحص الجيني يهدف إلى الكشف المبكر عن مئات الاضطرابات الوراثية التي قد تهدد حياة الصغار.
ويأتي هذا البرنامج كأحد أكثر المبادرات شمولًا في العالم، إذ يستخدم تقنية متقدمة ترتكز على التسلسل الكامل للجينوم> ما يمنح الأطباء فرصة فريدة للتدخل العلاجي السريع قبل ظهور أي مضاعفات خطيرة.
الكشف المبكر وسيلة للوقاية
يركز البرنامج على أكثر من 815 حال وراثية قابلة للعلاج، تشمل اضطرابات الأيض النادرة وأمراضًا خطيرة مثل ضمور العضلات الشوكي. ومن خلال هذا الكشف، تتمكن الفرق الطبية من التدخل العاجل وتقديم رعاية شخصية لكل طفل حسب احتياجاته. وهكذا، تتحقق وقاية حقيقية تقلل المعاناة وتفتح المجال أمام حياة طبيعية وصحية.

المستشفيات المشاركة والتوسع المستقبلي
بدأ تنفيذ البرنامج بشكل اختياري في مستشفى كند ومستشفى دانة الإمارات، على أن يشمل لاحقًا مختلف المستشفيات في أبوظبي. وتوضح هذه الخطوة التزام الإمارة بتوفير أفضل معايير الطب الوقائي والاعتماد على الابتكار في خدمة المجتمع.
أثر المبادرة على الأجيال
لا يقتصر الأثر على إنقاذ حياة طفل واحد، بل يمتد ليبني جيلًا أكثر قوة وصحة. فكل حالة يتم اكتشافها مبكرًا تعني تقليل أعباء صحية مستقبلية على الأسرة والنظام الصحي معًا، وتؤكد أهمية الاستثمار في الوقاية بدلًا من العلاج المتأخر.
يمثل الفحص الجيني لحديثي الولادة ثورة طبية حقيقية في أبوظبي. فمع كل طفل يخضع للكشف، يزداد الأمل في مستقبل صحي أكثر إشراقًا. وهكذا تثبت الإمارة أنّ حماية الحياة تبدأ منذ اللحظة الأولى للولادة، وأن الوقاية الواعية تصنع فارقًا لا يقاس. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ صوت الأم “يفجّر” نشاط دماغ رضيعها أكثر من أي صوت آخر!