تثير أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني فضول كثير من النساء منذ اللحظة الأولى التي يكتشفن فيها أنهنّ حوامل. ويبدأ التفكير مباشرة بما إذا كان الجنين ذكرًا أو أنثى. ومع أنّ العلم يؤكّد أنّ تحديد الجنس لا يمكن أن يتمّ بدقّة إلا عبر فحص الموجات فوق الصوتيّة (Ultrasound) أو فحص الحمض النوويّ (DNA) في مراحل لاحقة من الحمل. إلّا أنّ بعض العوارض الجسديّة والهرمونيّة قد تُشير إلى احتمالات معيّنة.
في هذا المقال، سنعرض بدقّة المؤشّرات العلميّة التي يمكن أن تميّز الحمل بولد في الشهر الثاني، وسنشرح تأثير الهرمونات على جسم الحامل. ثمّ نستعرض العلامات الجسديّة والاختلافات بين الحمل بولد والحمل ببنت، وصولًا إلى الرأي العلمي والنهائي حول مصداقيّة هذه العلامات.
تتبدّل الهرمونات بسرعة في بداية الحمل
يبدأ الجسم يفرز هرمون HCG (الهرمون المسؤول عن دعم الحمل) فور انغراس البويضة في الرحم. وتؤكّد دراسات منشورة في Mayo Clinic وHealthline أنّ تركيز هذا الهرمون يكون عادة أعلى في الحمل ببنت وأقل قليلًا في الحمل بولد.
لكن مع ذلك، يختلف مستوى الهرمونات بين امرأة وأخرى، لذلك لا يمكن الاعتماد على هذا العامل وحده. في الشهر الثاني، يبدأ هرمون البروجستيرون يرتفع تدريجيًّا، فيؤدّي إلى شعور بالإرهاق والنعاس والدوار. وإذا لاحظتِ أنّ الغثيان أقلّ شدّة صباحًا، فبعض الأبحاث تفترض أنّ ذلك قد يرتبط بكون الجنين ذكرًا.
كذلك يبدأ الجسم يزيد إنتاج التيستوستيرون إذا كان الجنين ذكرًا، فينعكس ذلك أحيانًا على البشرة والشعر. فيُلاحظ عند بعض النساء أنّ البشرة تصبح أكثر دهنيّة، وأنّ نموّ الشعر يزداد. وهذه المؤشّرات قد تدلّ بشكل غير مباشر على احتمال الحمل بولد.
تظهر تغيّرات جسديّة واضحة
مع تقدّم الحمل إلى الأسبوع الثامن، تظهر علامات جسديّة يمكن مراقبتها يومًا بعد يوم.
- حركة الشهية: تشير بعض الدراسات إلى أنّ النساء اللواتي يحملن بولد يشعرن برغبة أكبر بتناول الأطعمة المالحة أو البروتينيّة مثل اللحم والجبن، بينما تميل الحوامل ببنت إلى الحلويات.
- شكل البطن: عادةً يبدأ البطن يبرز بسرعة أكبر قليلًا في الحمل بولد بسبب توزّع الوزن في المنطقة السفلى.
- درجة الحرارة: تميل حرارة الجسم إلى الارتفاع الطفيف، وقد تشعر الحامل بالتعرّق الزائد لزيادة الأيض.
- تغيّرات البشرة: مع ازدياد إفراز الزيوت، قد تلاحظين ظهور حبّ الشباب في الشهر الثاني. خصوصًا على الذقن والجبهة، نتيجة زيادة الهرمونات الذكوريّة.
كلّ هذه الملاحظات لا يمكن أن تُعتبَر دليلًا قاطعًا، ولكنّها، مجتمعة، تُعطي فكرة أوليّة عن أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني.
تتبدّل الحال النفسيّة والمزاج
تؤدّي الهرمونات دورًا أساسيًّا في المزاج أثناء الحمل. في الحمل بولد، يشير بعض الباحثين في Medical News Today إلى أنّ ارتفاع هرمون التيستوستيرون عند الأم قد يجعلها أكثر نشاطًا وأقلّ عاطفيّة.
قد تلاحظين:
- رغبة أكبر في الحركة والنشاط.
- قلّة البكاء أو الحساسيّة الزائدة.
- ميل إلى الحزم واتّخاذ القرارات بسرعة.
كما أنّ النوم يصبح أعمق، ونوبات النعاس تقلّ نسبيًّا مقارنة ببداية الحمل ببنت. هذه التفاصيل الصغيرة قد تساعدك على قراءة جسمك بدقّة.
ومع ذلك، يجب أن نُدرك أنّ التغيّرات النفسيّة تختلف حسب طبيعة كلّ امرأة، ولا يمكن تعميمها تمامًا. لكنّ ملاحظة هذه المؤشّرات إلى جانب العلامات الجسديّة يُعطي رؤية أوضح عن أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني.
تزداد المؤشّرات الحيويّة التي يمكن قياسها
في هذا الشهر، يستطيع الطبيب مراقبة بعض العلامات الحيويّة التي قد تعطي فكرة مبدئيّة.
- نبض الجنين: في الأسبوع الثامن تقريبًا، يُمكن سماع نبض الجنين عبر جهاز الدوبلر. بعض الدراسات تشير إلى أنّ معدل نبض الجنين الذكر يكون أبطأ قليلًا (أقلّ من 140 نبضة في الدقيقة) مقارنة بالأنثى.
- ضغط الدم: تميل بعض النساء في الحمل بولد إلى ارتفاع طفيف في ضغط الدم، بسبب زيادة الأدرينالين الناتجة عن تأثير الهرمونات الذكوريّة.
- الوزن: في كثير من الحالات، يبدأ الوزن يزداد بوتيرة أبطأ في الحمل بولد لأنّ الغثيان أقلّ شدّة، ما يسمح بتوازن الشهية.
- توزيع الدهون: تميل الدهون إلى التراكم في البطن أكثر من الفخذين. وهي سمة تُلاحظ عند العديد من النساء اللواتي يحملن بذكور.
كلّ هذه العلامات يجب أن تُؤخذ كعناصر مساعدة، وليست حكمًا نهائيًّا. العلم يؤكّد أنّ الطريقة الأكيدة لتحديد الجنس تبقى الفحص بالموجات فوق الصوتيّة في الشهر الرابع أو الخامس.
يختلف نموّ الجنين وتكوينه
يبدأ الجنين الذكر يُظهر خصائصه منذ الأسبوع السابع تقريبًا. في هذه المرحلة، يبدأ الجهاز التناسليّ يتمايز تحت تأثير هرمون التستوستيرون.
- النموّ العضليّ: يميل الجنين الذكر إلى اكتساب كتلة عضليّة أسرع قليلًا.
- تطوّر الدماغ: تشير دراسات في Cleveland Clinic إلى أنّ نموّ الفصّ الجداريّ في دماغ الذكر يكون أسرع في الأشهر الأولى. ما قد ينعكس على زيادة حاجة الأم للبروتين والطاقة.
- زيادة الشهية للبروتين: لأنّ جسم الأم يُحاول تلبية حاجة الجنين للنموّ العضليّ المبكر.
كما يُلاحظ أنّ المرأة التي تحمل بولد قد تشعر بارتفاع بسيط في مستويات الحرارة الداخليّة، نتيجة عمل الجسم المتزايد على تغذية الجنين.
ومع هذه الاختلافات، يبقى الطبّ يؤكّد أنّ التغيّرات البيولوجيّة بين الجنسين تبدأ فعليًّا بالظهور الواضح بعد الشهر الثالث، وليس في الأسابيع الأولى فقط. لكنّ بعض المؤشّرات المبكرة تبقى لافتة وتستحقّ الملاحظة ضمن أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني.
الخلاصة
تُعدّ تجربة الحمل مليئة بالتساؤلات والمشاعر المتناقضة، وتبقى محاولات التعرّف إلى جنس الجنين في الشهر الثاني مجرّد تكهّنات تستند إلى إشارات جسديّة ونفسيّة وهرمونيّة. فالعلم يؤكّد أنّ الفحوصات الجينيّة أو التصوير بالموجات فوق الصوتيّة هي وحدها القادرة على تقديم الجواب اليقيني. ومع ذلك، فإنّ فهم التغيّرات التي يمرّ بها الجسم في هذه المرحلة يُساعد المرأة على العناية بنفسها أكثر وعلى ملاحظة تطوّر حملها بطريقة صحيّة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن اشياء ممنوعه للحامل لا تتوقّعينها أبدًا.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ الاهتمام بعافية الأمّ الجسديّة والنفسيّة أهمّ بكثير من التركيز على جنس الجنين في هذه المرحلة المبكرة. فالمؤشّرات التي تُذكر حول أعراض الحمل بولد الأكيدة في الشهر الثاني جميلة ومسلّية ومبنيّة جزئيًّا على الملاحظة، لكن لا يجب أن تتحوّل إلى مصدر قلق أو انتظار متوتّر. الأهمّ أن تحافظ الحامل على نظام غذائيّ متوازن، وتستشير طبيبها بانتظام، وتستمتع بكلّ لحظة من رحلتها نحو الأمومة، لأنّ كلّ حمل فريد، وكلّ جنين هديّة ثمينة مهما كان جنسه.
