هل الولادة في الاسبوع 35 خطر على الأم والطفل المنتظَر؟ سؤالٌ يشغل بال الكثير من النساء الحوامل، خاصّةً إذا كانت هناك مؤشرات تدل على احتمالية ولادة مبكرة. يعد الأسبوع 35 مرحلة حرجة في الحمل، حيث يكون الجنين قد تجاوز جزءًا كبيرًا من النمو، ولكن لا يزال هناك بعض الأعضاء والأجهزة التي لم تكتمل وظيفتها تمامًا. ما يعني أنّ اكتمال نموّ الجنين لم يتمّ بشكلٍ كاملٍ بعد.
في هذا المقال، سنناقش بدقة ما إذا كان الأسبوع 35 يُعَدّ بداية الشهر التاسع، وسنقيّم مدى أمان الولادة خلال هذه الفترة. بالإضافة إلى ذلك، سنستعرض فرص بقاء الطفل المولود في هذا الأسبوع على قيد الحياة، مع التركيز على تقديم المعلومات بناءً على أحدث الدراسات العلمية.
هل يعتبر الأسبوع 35 بداية التاسع؟
هل الولادة في الاسبوع 35 خطر على الأم والطفل؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال، لا بدّ من توضيح المرحلة التي تُمثّل هذا الأسبوع بالتحديد. في الحقيقة، لا يُعتبَر الأسبوع 35 من الحمل بداية الشهر التاسع، بل هو نهاية الشهر الثامن. يمتد الشهر الثامن من الأسبوع 31 إلى الأسبوع 35، بينما يبدأ الشهر التاسع من الأسبوع 36. خلال هذا الأسبوع، يحدث العديد من التطورات المهمة في نمو الجنين، حيث يبدأ جسمه في تخزين الدهون لتحسين درجة حرارته بعد الولادة.
التغيّرات في جسم الأم
تواجه الحوامل في الأسبوع 35 تحديات عديدة مثل زيادة التقلصات الكاذبة (Braxton Hicks)، وصعوبة التنفس نتيجة ضغط الجنين على الحجاب الحاجز. بالإضافة إلى ذلك، تشعر الأم بإجهاد أكبر بسبب زيادة وزن الجنين.
التطوّرات الجنينيّة
أظهرت دراسة في American Journal of Obstetrics & Gynecology أن الجنين في الأسبوع 35 يقترب من اكتمال نموه، حيث يتطور الجهاز العصبي، ويبدأ نخاع العظام بإنتاج خلايا الدم الحمراء. وهو ما يدعم نمو الجنين داخل الرحم بشكلٍ طبيعي.
هل الولادة في الأسبوع 35 آمنة؟
هل الولادة في الاسبوع 35 خطر على الأم والطفل؟ تُعتبَر الولادة في الأسبوع 35 ولادةً مبكرة، لكنّها تُصنَّف ضمن فئة “الخدج المتأخرين”، وهي أقلّ خطرًا من الولادات التي تحدث في الأسابيع السابقة. ومع ذلك، قد يواجه الطفل المولود في هذا الأسبوع تحديات صحية نتيجة عدم اكتمال نمو الرئتين وبعض الأعضاء الأخرى.
العوارض الشائعة
قد تواجه الأم في هذا الأسبوع تقلصات متكررة، أو نزول السائل الأمينوسي، أو ألمًا في أسفل الظهر، وهي علامات تدل على احتمالية الولادة المبكرة. يجب التوجه للطبيب فور ظهور هذه العوارض لتجنب مواجهة أي مضاعفات.
التحديات الصحية للمولود
بالرغم من أن معظم الأطفال المولودين في الأسبوع 35 يعيشون بصحة جيدة، إلا أنهم قد يعانون من بعض المشاكل مثل:
- صعوبة التنفس بسبب عدم اكتمال نمو الرئتين.
- ضعف المناعة، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالعدوى.
- صعوبة في الحفاظ على درجة حرارة الجسم.
بحسب دراسة أجرتها National Institutes of Health، فإن حوالي 30% من الأطفال المولودين في الأسبوع 35 يحتاجون إلى دعم طبي في وحدة العناية المركزة حديثي الولادة.
هل يعيش الجنين الذي يولد في الأسبوع 35؟
هل الولادة في الاسبوع 35 خطر على الأم والجنين؟ الإجابة هي نعم، يعيش الجنين الذي يولد في الأسبوع 35 في معظم الحالات، بفضل التقدم الطبي والرعاية الفائقة التي تقدمها وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة. مع ذلك، فإن نجاح بقاء الطفل يعتمد على حاله الصحية عند الولادة وسرعة التدخّل الطبّي.
- الرعاية الفورية: بعد الولادة، يحتاج الطفل المولود في هذا الأسبوع إلى مراقبة دقيقة في حضّانة. هذه الرعاية تتيح للأطباء تقييم حال الرئتين والجهاز المناعي ومعالجة أيّ مشاكل طبية محتملة.
- معدل البقاء: تُظهر الإحصاءات الحديثة من Centers for Disease Control and Prevention أن أكثر من 95% من الأطفال المولودين في الأسبوع 35 يتمكنون من العيش بصحة جيدة إذا تلقّوا الرعاية اللازمة.
- التحديات على المدى القصير والطويل: على المدى القصير، قد يعاني الطفل من مشاكل في التنفس أو التغذية. أما على المدى الطويل، فقد يواجه بعض الأطفال تأخرًا طفيفًا في النمو مقارنةً بأقرانهم الذين وُلدوا في وقتهم الطبيعي. ومع ذلك، فإن معظم الأطفال يتجاوزون هذه التحديات مع الوقت.
نصائح للأمهات لتجنب الولادة المبكرة
لتقليل فرص الولادة المبكرة، ينبغي على الأم اتباع الإرشادات التالية:
- مراقبة الحمل بانتظام: زيارة الطبيب بشكل دوري يساعد في الكشف المبكر عن أي مشاكل.
- تناول نظام غذائي متوازن: يساعد الحصول على الغذاء الغني بالفيتامينات والمعادن على تعزيز صحة الأم والجنين.
- شرب كميات كافية من الماء: إنّ الحفاظ على ترطيب الجسم يقلّل من خطر الولادة المبكرة.
- الراحة وتجنب الإجهاد: يساعد الحصول على الراحة في تقليل تقلصات الرحم المبكرة.
- معرفة العلامات التحذيريّة: مثل تقلصات منتظمة أو نزول ماء الجنين.
في ختام هذا المقال، يمكن القول إن الإجابة على سؤال هل الولادة في الاسبوع 35 خطر على الأم والطفل؟ تعتمد بشكل كبير على حال الأم والجنين. بفضل التقدّم الطبّي، أصبحت فرص بقاء الأطفال المولودين في هذا الأسبوع مرتفعة جدًا، ولكن يظل من الأفضل تأخير الولادة حتى الأسبوع 37 لضمان نمو كامل للجنين. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن عوارض الولاده في الاسبوع ٣٥.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن الوقاية تؤدّي دورًا رئيسيًا في تقليل خطر الولادة المبكرة. يجب على كل أم الاهتمام بمتابعة الحمل بانتظام مع الطبيب، والالتزام بنمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة والراحة النفسية والجسدية. كما أن فهم العلامات المبكرة للولادة المبكرة واتخاذ الإجراءات المناسبة عند ظهورها يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في الحفاظ على صحة الأم والجنين.
