في عصر السرعة والانشغالات التي لا تنتهي، تتغيّر مفاهيم الأمومة يومًا بعد يوم. كيف أصبحت الأم الحديثة تُعرَّف؟ هل هي التي توازن بين واجباتها المنزلية، ومتطلبات أطفالها، واحتياجاتها النفسية، أم تلك التي تتصالح مع الفوضى وتراها جزءًا من الحياة؟. اليوم، ظهر مصطلح جديد يُدعى “الأم من نوع Type-C”، وانتشر كالنار في الهشيم على تيك توك ومنصّات التواصل.
في هذه المدونة، نتناول تفاصيل هذا الترند الذي يدمج بين النظام والفوضى، بين التزام Type-A ومرونة Type-B. نشرح ما الذي يعنيه أن تكوني Type-C، ولماذا حاز هذا المفهوم على إعجاب العديد من الأمهات، وكيف يمكن أن يساعدكِ على تقبّل نفسكِ وسط زحمة وضغوط الحياة.
ما معنى أن تكوني Type-C؟
Type-C ليس علمًا ولا تصنيفًا نفسيًا، بل هو أسلوب حياة جديد تتبنّاه كثير من الأمهات. لا تُتقنين الكيّ؟ لا مشكلة. المواعين تكدّست؟ طبيعي. أطفالكِ سعداء؟ هذا هو الأهم. Type-C تعني ببساطة أنكِ لا تضغطين نفسكِ لتحقيق الكمال، بل تركّزين على أولوياتكِ بذكاء: طفلكِ أولًا، مزاجكِ ثانيًا، والباقي يأتي لاحقًا إن وُجد وقت.

الفرق بين Type-A وType-B وType-C
- Type-A: الأم التي لا تنام قبل ترتيب كل زاوية في المنزل. جدول دقيق، ومهام واضحة، لا مكان للتأجيل أو الفوضى.
- Type-B: تأخذ الأمور ببساطة، وتؤمن بأن الوقت كفيل بحل كل شيء، وتضحك حتى لو انكسر الكوب الثالث على التوالي.
- Type-C: مزيج متناغم بين الصرامة والمرونة. تغسل الملابس، لكن تؤجل الكيّ. تنظّف المطبخ، لكن قد تطلب طعامًا جاهزًا. تربّي أطفالها بحنان، وتسامح نفسها حين تتعب.
لماذا أحبّت الأمهات هذا المفهوم؟
لا تدّعي الأم Type-C الكمال. تعترف بأنها تتعب، وتنسى، وتؤجل، لكنّها تستمر. هذا ما جعل الكثيرات يشعرن أنهنّ أخيرًا يجدن تمثيلًا حقيقيًا لحياتهن اليومية. منصّات التواصل ساعدت على انتشار هذا المفهوم، لا لتمجيد الفوضى، بل لتأكيد أن العفوية والصدق هما جوهر الأمومة.
كيف تتبنين أسلوب Type-C بإيجابية؟
- ركّزي على ما يهمّ فعلًا: راحة طفلكِ وصحتكِ النفسية.
- خطّطي للمهام، لكن لا تعاقبي نفسكِ إن فشلتِ في تنفيذها كلها.
- خذي استراحة حين تشعرين بالإرهاق، وامنحي نفسكِ الإذن بأن تكوني “غير مثالية”.
- لا تقارني نفسكِ بأمهات الشاشات المثالية، فالحياة ليست فلترًا.
في نهاية المطاف، لا تهمّ المسميات بقدر ما تهمّ الراحة النفسية. Type-A أو B أو C، كلها اجتهادات لتفسير واقع الأمومة المتقلّب. الأهم أن تعيشي تجربتكِ كما أنتِ، أن تعترفي بصعوبة بعض الأيام، وأن تحتفي بجمال اللحظات الصغيرة. الأمومة ليست سباقًا للكمال، بل رحلة مليئة بالحب، والصدق، وقبول الذات. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ جدول تنظيف البيت يومي وأسبوعي وشهري بشكل منظّم.