عد مرور ستة أشهر على زواج مايندي وكيث، بدأ الثنائي بالتخطيط للإنجاب ولكن لم تنجح مساعيهما في ذلك إلاّ بعد عام ونصف من الزواج بسبب معاناتهما من مشكلات في الخصوبة. وبعد أن تبلغت مايندي بأنها حامل قامت بإجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية بعد مرور أسابيع على حملها لتكتشف أنها حامل ليست بطفل واحد بل بتوأم مطابق صبيان، لكن الصورة كشفت أيضًا أنّ أحد الطفلين أكبر من الآخر بشكل ملحوظ ما يعني أنّ الدم ينتقل الى جنين أكثر من الآخر إذ إنّ المشيمة مشتركة.
وفي معظم الحالات تكون حظوظ نجاة كلا الطفلين ضئيلة جدًا. وهذا ما يسمّى بمتلازمة نقل الدم الجيني بعدما شخّص الأطباء إصابة مايندي وطفليها بهذه الحالة.
وهنا يجدر التنويه الى أنّ متلازمة نقل الدم الجيني هي حالة تحدث لدى التوائم أحادية المشيمة ويحصل في خلالها نقل الدم من جنين الى آخر عبر المشيمة المشتركة، قد تكون أسبابها وراثية أم جينية لكن العلم لم يتوصل بعد الى اكتشاف الأسباب الأكيدة لهذه الظاهرة. وتكون نسب وفاة التوأم مرتفعة جدًا،إذ إنّ أحد الطفلين يتلقّى دمًا أكثر من الآخر ما يثقل الدورة الدموية لديه وقد يموت جراء سكتة قلبية في حين أنّ الآخر يموت من نقص التغذية لأنه لا يستمد الدم من المشيمة.
دخلت مايندي الى إحدى مستشفيات الولايات المتحدة بشكل عاجل لمحاولة إنقاذ توأميها وخضعت الى عملية عن طريق الليزر الجراحي من أجل إيقاف انتقال الدم بين التوأمين على أمل إنقاذهما معًا. وبعد حوالى 18 أسبوعًا من التمدّد في الفراش، ولدت مايندي طفليها كريستيان وكونور عبر ولادة قيصرية ، أحدهما كان وزنه ضئيلًا جدًا والآخر فاق وزن أخيه بمعدل لا يستهان به، إلاّ أنهما خضعا للعلاج وقد تمكّن الأطباء من انقاذ حياتهما.
وأخيرًا، تجدر الإشارة الى أن الطفلين قد بلغا اليوم عامهما الرابع وهم بصحة جيدة، في الوقت الذي تعمل فيه مايندي وزوجها على نشر التوعية من هذه المتلازمة ويقومان بتشجيع الأهل الذين يمرون بمثل ظرفهم لتخطي هذه المحنة من خلال الصبر والأمل.
إقرأي ايضًا: نصائح الحمل بعد الولادة القيصرية