قد تعتقدين أنّ جنينكِ في رحمكِ ينمو فقط بهدوء من دون أن يمارس أيّ نشاط يُذكَر، لكنّ الحقيقة أعمق من ذلك بكثير. فالعلم اليوم يكشف لكِ عن تفاصيل دقيقة لأنشطة مذهلة وغير متوقعة يفعلها الطفل داخل الرحم. وهي أنشطة تمهّد لتكوينه النفسي والجسدي بعد الولادة.
لذلك، في هذا المقال، سنُطلعكِ على أبرز هذه الأنشطة الغريبة التي لا تتوقّعين حدوثها في رحمكِ. بدءًا من التذوّق والشرب، مرورًا بالرؤية والتنقّل، وصولًا إلى الحازوقة والحركة الهادفة. ستتعرّفين على مراحل تطوّر هذه القدرات ودورها الأساسي في تحضير الطفل لعالمه الجديد.
1. يشرب الجنين سائله الأمنيوسي
يبدأ الطفل في شرب السائل الأمنيوسي الذي يحيط به، وتنتج أمه هذا السائل في المراحل الأولى من الحمل. لكن بحلول الأسبوع العشرين، يتحوّل هذا السائل تدريجيًا إلى بول الجنين نفسه بعد أن يبتلعه ثم يطرحه. هذه الدورة الطبيعية تدرّب أعضاءه الحيوية كالكلى والمعدة، وتساعده على تطوير بلعٍ سليم.

2. يتنقّل الجنين ويدفع بجسمه
يُمارس جنينكِ أنشطة بدنيّة متنوّعة داخل الرحم، كأن يدفع برجليه جدار الرحم أو يلتفّ داخله، وتظهر هذه الحركات بشكل أكثر وضوحًا في الثلث الثاني من الحمل. تُشكّل هذه التمارين الحركية قاعدة حيويّة لتطوّر المهارات الحركيّة الكبرى، كالجلوس والحبو لاحقًا، وهي أيضًا مؤشّر على نموّه العصبي الطبيعي.
3. شعر الجنين بالحازوقة
من الأنشطة اللافتة التي يمارسها الجنين هي الحازوقة، وتبدأ عادةً مع بداية الثلث الثاني من الحمل. تشعرين بها أنتِ غالبًا على شكل نبضات منتظمة أو رفرفة داخل بطنكِ. تحدث الحازوقة نتيجة نموّ الحجاب الحاجز لديه، وتُعدّ دليلًا إيجابيًّا على تطوّر الجهاز التنفسي.
4. يفتح الطفل عينيه ويغمضهما
في مراحل الحمل المتقدّمة، تحديدًا في الثلث الثاني، يكتسب الجنين قدرة على فتح عينيه وإغلاقهما. يكتمل نموّ الجفون والعينين، ويبدأ الطفل في اختبار الضوء الخافت النافذ من خارج رحمكِ. هذه التجربة الأولى للرؤية تُساعده على تطوير استجاباته الحسية تدريجيًا.
5. يتذوّق النكهات من طعامكِ
بحلول الأسبوع الخامس عشر من الحمل، يبدأ الجنين في تذوّق النكهات المختلفة التي تنتقل إلى السائل الأمنيوسي عبر غذائكِ. فإذا تناولتِ طعامًا غنيًّا بالبهارات أو الثوم، قد يتفاعل الجنين مع التغيّرات في الطعم. هذه القدرة على التذوّق تُمهّد لعاداته الغذائيّة لاحقًا، كما تربطه نفسيًّا بتغذيتكِ.
كلّ حركة أو فعل يصدر عن جنينكِ داخل رحمكِ يُعدّ مؤشراً حيًّا على تطوّره الصحي وتفاعله مع بيئته الداخلية. من الشرب إلى التذوّق، ومن الدفع إلى الحازوقة، كلّ نشاط يعكس عظمة الخلق الإلهي ودقّة التكوين في المراحل المبكرة من الحياة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ أغرب النصائح التي تسمعينها خلال الحمل.