تُعدّ اعراض الحمل على اللولب من أكثر المواضيع التي تهمّ النساء اللواتي يعتمدن على هذه الوسيلة لمنع الحمل. ورغم فعاليته العالية، لا يُمكن تجاهل احتمال حدوث حمل طارئ، ما يطرح الكثير من الأسئلة والمخاوف. من هنا، يصبح فهم العوارض والتحرّك السريع عند ظهورها أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة المرأة والجنين في الرحم في حال وُجد.
في هذا المقال، سنقدّم شرحًا دقيقًا حول أنواع اللولب، وننتقل بعدها إلى تحليل أبرز العوارض التي قد تشير إلى وجود الحمل على اللولب. كما سنعرض المخاطر المرتبطة بهذا النوع من الحمل، ونتطرّق إلى ما يجب فعله فور الشك في العوارض. في النهاية، سنختم بتقديم نصائح علمية تهمّ كلّ امرأة تواجه مشكلة مشابهة.
ما هو اللولب؟ وكيف يعمل؟
اللولب هو جهاز صغير يُزرع داخل الرحم لمنع الحمل. ينقسم إلى نوعين أساسيين: اللولب النحاسي واللولب الهرموني.

اللولب النحاسي يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة ويقتلها بفضل وجود النحاس، في حين يعمل اللولب الهرموني عبر إطلاق هرمون “الليفونورجيستريل” الذي يغيّر بطانة الرحم ويمنع التبويض في بعض الحالات.
يتميّز كلا النوعين بفعالية عالية تتجاوز 99%، إلا أن الفشل لا يزال ممكنًا، خاصة عند تحرّك اللولب من مكانه أو انتهاء مدّته. وفي حال حدوث الحمل، تكون هناك عوارض معيّنة تستوجب الانتباه والتصرّف السريع.
كيف تظهر عوارض الحمل على اللولب؟
عند الحديث عن اعراض الحمل على اللولب، يجب التركيز على الفروقات الدقيقة التي تميّزها عن عوارض الحمل العادي. في كثير من الأحيان، تكون هذه العلامات أكثر حدّة أو أكثر خطورة.
أولًا، من أهم العلامات المبكرة هو تأخّر الدورة الشهرية، خاصةً لدى النساء اللواتي لا يعانين عادة من عدم انتظامها. ثانيًا، قد تظهر آلام شديدة في البطن أو الحوض، وهي ليست عادية عند استخدام اللولب، وقد تشير إلى وجود حمل خارج الرحم.
من العوارض الأخرى:
- نزيف مهبلي خفيف أو غير معتاد
- دوار أو إغماء مفاجئ
- ألم في الكتف (علامة على الحمل خارج الرحم)
- غثيان متواصل لا يشبه الغثيان الطبيعي للحمل
- تحجّر أو ألم في الثديين
من المهم عدم تجاهل أي من هذه العوارض. ورغم أنها قد لا تعني دائمًا وجود حمل، فإن الجمع بينها يُعَدّ مؤشرًا قويًا على ضرورة إجراء اختبار الحمل فورًا.
ما خطورة الحمل على اللولب؟
لا يُعتبر الحمل على اللولب حملًا آمنًا في معظم الحالات. إذ تشير الدراسات إلى ارتفاع احتمال حدوث مضاعفات عند استمرار الحمل مع وجود اللولب داخل الرحم.

واحدة من أخطر هذه المضاعفات هي الحمل خارج الرحم، والذي يحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة خارج تجويف الرحم، عادة في قناة فالوب. هذا النوع من الحمل قد يعرّض حياة المرأة للخطر إن لم يُعالج بسرعة.
إضافة إلى ذلك، الحمل داخل الرحم مع وجود اللولب يزيد من خطر:
- الإجهاض التلقائي
- انفصال المشيمة المبكر
- الولادة المبكرة
- التهابات شديدة في الرحم
لذلك، تنصح الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد (ACOG) بإزالة اللولب عند اكتشاف الحمل في حال أمكن ذلك دون الإضرار بالجنين. أما إذا تعذّرت الإزالة، فيُتابَع الحمل بحذر شديد مع مراقبة طبية دقيقة.
ماذا تفعلين عند الشك في وجود حمل على اللولب؟
عند ظهور أي من اعراض الحمل على اللولب، لا تنتظري كثيرًا. أول خطوة هي إجراء اختبار حمل منزلي. إذا كانت النتيجة إيجابية، توجّهي فورًا إلى الطبيب لإجراء فحص بالأشعة الصوتية (السونار) لتحديد موقع الحمل.
من المهم أيضًا التحقّق من مكان اللولب داخل الرحم، لأن تحرّكه قد يكون سببًا في فشل فعاليته. في بعض الحالات، قد يكون اللولب قد طُرد من دون أن تنتبهي.
قد ينصح الطبيب بإجراء فحوص دم للتأكّد من مستويات هرمون الحمل (β-hCG)، وهو مؤشر إضافي لتحديد ما إذا كان الحمل طبيعيًا أو خارج الرحم.
في حال التأكّد من وجود حمل، تُتخذ الخطوات التالية حسب نوع الحمل، وموقع اللولب، ورغبة الأم في الاستمرار بالحمل من عدمه.
هل يمكن تفادي الحمل على اللولب؟
نعم، يمكن تقليل احتمال حدوث الحمل أثناء استخدام اللولب باتّباع بعض الخطوات الوقائية البسيطة، ومنها:

- مراجعة الطبيب بعد وضع اللولب للتأكّد من تثبيته جيدًا
- زيارة دورية كل 6 أشهر أو سنة لفحص مكانه
- مراقبة خيوط اللولب بانتظام في المنزل (إن أمكن)
- استبدال اللولب بعد انتهاء مدّته المحدّدة
- الانتباه لأي عوارض غير طبيعية أو تغيّرات في الدورة الشهرية
رغم أن هذه الخطوات لا تُلغي احتمال الحمل كليًا، إلا أنها تقلّص من فرص حدوثه وتزيد من أمان استخدام هذه الوسيلة.
الخلاصة
في النهاية، اعراض الحمل على اللولب ليست شائعة ولكنها ممكنة. تجاهلها قد يؤدي إلى عواقب خطيرة، خاصّةً إذا كان الحمل خارج الرحم أو إذا بقي اللولب داخل الرحم لفترة طويلة مع استمرار الحمل. إنّ الفهم الجيّد لهذه العوارض، إلى جانب التحرّك السريع، يُساهم في حماية المرأة من مضاعفات صحية خطيرة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ كلّ ما تحتاجين معرفته عن لولب منع الحمل أو “IUD”.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أجد أن وعي المرأة بجسمها هو السلاح الأقوى في مواجهة المفاجآت الطبية غير المتوقعة. لا يجب أبدًا التقليل من شأن أي عرض جسدي، خصوصًا حين يتعلق الأمر بوسائل منع الحمل. المتابعة الدورية، والثقة بالجسم، والتواصل المستمر مع الطبيب، تبقى أدواتك الأهم للحفاظ على صحّتك وراحة بالك.