منذ لحظة ولادة طفلك، تبدأ رحلة تطوره السريعة، خصوصًا في ما يتعلّق بنمو الدماغ. في هذه المرحلة المبكرة، يحتاج الدماغ إلى مكوّنات غذائية محددة لبناء الوصلات العصبية وتعزيز القدرة على التعلّم والاستيعاب.
في هذا المقال، نُقدّم لكِ دليلًا مبسطًا حول أربع أطعمة أساسية أثبتت الدراسات فعاليتها في دعم دماغ الطفل. كما نُشاركك نصائح مهمّة لتقديم هذه الأطعمة بطريقة صحية وآمنة، لضمان أفضل بداية لحياة مليئة بالذكاء والنمو المتوازن.
1- صفار البيض
ابدئي بإدخال صفار البيض بعد عمر الستة أشهر، فهو يحتوي مادة الكولين التي تؤدّي دورًا محوريًا في تطوير الدماغ. يدعم الكولين وظائف الذاكرة، ويساعد في بناء أغشية الخلايا العصبية.

قدّميه مسلوقًا جيدًا، واهرسيه بشكل ناعم. راقبي طفلكِ لمدة ثلاثة أيام بعد تقديمه، وتأكّدي من عدم ظهور علامات التحسّس كالإحمرار أو الطفح الجلدي. لا تضيفي إليه الملح أو البهارات، فالجهاز الهضمي لطفلكِ لا يتحمّلها بعد.
2- الأفوكادو
يتميّز الأفوكادو بكونه من أغنى مصادر الدهون الصحية، مثل الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة. وهي ضرورية لبناء الخلايا العصبية وتحسين التواصل بينها.
اهرسي قطعة صغيرة من الأفوكادو الناضج، وقدّميها لطفلكِ بمفردها. يمكنكِ دمجها لاحقًا مع البطاطا الحلوة أو الموز لوجبة مغذية ومتكاملة. اختاري الثمرة الناضجة والطازجة دائمًا، وابتعدي عن الأصناف المجمّدة أو المعالجة.
3- العدس
يحتوي العدس كميةً عاليةً من الحديد، وهو معدن أساسي لنقل الأوكسجين إلى الدماغ وتحسين القدرة على التركيز. كما أنه غني بالبروتينات النباتية التي تساهم في نمو الجسم والدماغ على حدٍّ سواء.
اطهي العدس جيدًا حتّى يلين تمامًا، واهرسيه مع القليل من الماء أو مرق الخضار الطبيعي. قدّميه على الغداء أو العشاء، وراقبي التفاعل خلال الأيام الثلاثة الأولى. اختاري دائمًا العدس الطازج، وابتعدي عن المعلّبات.
4- سمك السلمون
يُعَدّ سمك السلمون من أغنى المصادر الطبيعية بـ DHA، وهو نوع من أحماض أوميغا 3 الدهنية التي تؤدّي دورًا جوهريًا في تطوير الدماغ وتحسين البصر.
لكن، لا تدخلي السلمون قبل استشارة طبيب الأطفال، خاصّةً إن وُجِدَ تاريخ عائلي للحساسية. عند الموافقة، اطهيه بالبخار واهرسيه جيدًا. اختاري النوع الطازج دائمًا، وتأكّدي من نزع العظام تمامًا قبل التقديم.
نصائح ضرورية قبل إدخال الأطعمة
لا تتسرّعي في إدخال الأطعمة الصلبة دفعة واحدة. جرّبي كل نوع من الطعام على حدة ولمدة ثلاثة أيام. بهذه الطريقة، تراقبين ظهور أي علامات للحساسية وتُحدّدين السبب بدقة.
ابتعدي تمامًا عن السكر والملح والتوابل. هذه الإضافات تُرهق الكلى وتُضعف التذوّق الطبيعي. التزمي بالأطعمة الطازجة، وابتعدي عن المصنّعة والمعلّبة.
استشيري دائمًا طبيب الأطفال قبل إدخال الأسماك أو الأطعمة المثيرة للحساسية. وخصوصًا إن وُجدت حالات مشابهة في العائلة.
الخلاصة
أنتِ الآن تملكين خريطة تغذوية مدروسة لأهم أطعمة تدعم دماغ طفلكِ في مرحلة حرجة من النمو. لا تستهيني بأثر هذه الخيارات البسيطة على المدى الطويل. وجبة صغيرة اليوم قد تعني تركيزًا أفضل، وذاكرة أقوى، ومستقبلًا أكثر إشراقًا غدًا. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ أفكار اكلات اطفال عمر 8 شهور.