مصدر الصورة: الحساب الرسمي @MITAI Lebanon على إنستغرام
في السنوات الأخيرة، أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجالات عديدة، من الطبّ إلى التعليم. غير أن أهمّ ما قدّمه للإنسانية هو قدرته على فهم الأطفال في مراحل مبكرة، وتحديد العلامات الأولى لصعوبات التعلّم قبل دخولهم المدرسة. فاليوم، لم يعد اكتشاف مشكلة في القراءة أو النطق يعتمد فقط على ملاحظة الأهل أو المعلّمة. بل أصبح ممكنًا عبر برامج ذكية تراقب أنماط الكلام والكتابة وتُحلّلها بدقة مذهلة.
وفي 7 نوفمبر، برعاية سعادة الدكتور نواف سلام، رئيس مجلس الوزراء في لبنان، وبإشراف وزير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الدكتور كمال شحادة، خلال القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي 2025 في الأشرفية – بيروت، يُنتظر أن تُسلّط الأضواء على أهمية استخدام هذه التقنيات في تطوير التعليم. بالإضافة إلى تعزيز التشخيص المبكر لصعوبات التعلّم لدى الأطفال اللبنانيين والعرب.
كيف يكتشف الذكاء الاصطناعي صعوبات التعلّم؟
يعتمد الذكاء الاصطناعي على خوارزميات متقدّمة قادرة على تحليل أنماط صوت الطفل أثناء التكلّم أو القراءة. عندما يُسجّل الطفل مقطعًا صوتيًا أو يكتب كلمة على شاشة ذكية، يقوم النظام بمقارنة أدائه بملايين البيانات السابقة لأطفالٍ من نفس الفئة العمرية.
ثم يُصدر النظام مؤشرات دقيقة حول قدرته على التمييز السمعي، ونطق الحروف، وسرعة القراءة. وحتى طريقة رسم الحروف على الشاشة.
بهذه الطريقة، يستطيع الأهل أو المربّون اكتشاف علامات مبكرة تدلّ على عسر القراءة (Dyslexia) أو عسر الكتابة (Dysgraphia). أو حتى صعوبات في الانتباه والتركيز.
ومع تكرار المراقبة، تتكوّن لدى البرنامج “صورة تعليمية رقمية” عن كل طفل، تُساعد المختصّين في اتخاذ قرارات تربوية وعلاجية مبكرة. وذلك قبل أن تتحوّل الصعوبة إلى مشكلة حقيقية في المدرسة.
الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل للمعلّم
يخشى البعض أن تحلّ التكنولوجيا مكان الإنسان، لكن الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي لا يُلغِي دور المربّي، بل يُعزّزه. فهو يمنح المعلم أدوات دقيقة تساعده على فهم احتياجات كل طفل على حدة.
عندما يكتشف النظام أن طفلًا ما يواجه صعوبة في نطق حرفٍ معيّن أو في تمييز الأصوات المتشابهة، يُقدّم اقتراحاتٍ تعليمية فورية يمكن للمعلّمة تطبيقها داخل الصف.
وبذلك، يتحوّل التعليم من عملية جماعية إلى تجربة شخصية تراعي الفروق الفردية.
وهنا تبرز رؤية القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي 2025، التي تُقام في 7 نوفمبر برعاية سعادة الدكتور نواف سلام، وبإشراف الدكتور كمال شحادة. لتؤكّد أن التكنولوجيا يمكن أن تكون قلبًا نابضًا للرحمة والعلم معًا، لا مجرد آلة تعمل بالأوامر.
لماذا يُعدّ التشخيص المبكر خطوة حاسمة؟
تُظهر الدراسات أن اكتشاف صعوبات التعلّم في عمرٍ مبكر يُضاعف فرص الطفل في تجاوزها قبل دخوله المدرسة. فالتدخّل المبكر يُنشّط الدماغ في مرحلة مرنة، ويُعيد بناء المسارات العصبية المسؤولة عن اللغة والانتباه.
ومن خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، يستطيع المختصّون ملاحظة أنماط دقيقة لا تراها العين البشرية، مثل التردّد في لفظ المقاطع أو تكرار الأخطاء نفسها في الكتابة.
هذه التكنولوجيا لا تُنذر بالخطر، بل تُنقذ المستقبل. فهي تُمكّن الأهل من فهم طفلهم أكثر، وتُخفّف القلق الناتج عن الغموض أو التأخّر الدراسي. ومع دعم الجهات الرسمية اللبنانية، وعلى رأسها وزارة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يُصبح الأمل بتحقيق تعليمٍ شمولي في متناول الجميع.
يفتح الذكاء الاصطناعي بابًا جديدًا نحو تعليمٍ أكثر إنسانية وعدلًا. حيث لا يُترك أي طفل خلف الركب بسبب صعوبة في النطق أو القراءة. وفي 7 نوفمبر خلال القمة اللبنانية للذكاء الاصطناعي 2025، يؤكد لبنان التزامه بربط العلم بالتربية، والتكنولوجيا بالمشاعر الإنسانية.
 
                 
                          
 
               
               
               
               
               
               
               
               
               
               
              