أثبتت دراسة تربويّة حديثة أنّ استخدام الألوان في الدروس لا يضيف فقط لمسة من الجمال إلى الصف، بل يفعّل الذاكرة البصريّة ويجعل الطفل يتذكّر المعلومة بسرعة أكبر. يعتمد الدماغ على المحفّزات البصريّة لمعالجة المعلومات، لذلك يؤدّي اللون دورًا رئيسيًا في بناء الروابط بين الصورة والمعنى.
ومن جهة أخرى، تظهر الأبحاث أنّ الطفل عندما يرى الألوان في النصوص أو الرسومات، ينشّط مناطق متعددة في دماغه، ممّا يزيد من قدرة التركيز والانتباه. لذلك، لم تعد الألوان مجرّد وسيلة للزخرفة، بل أصبحت أداة تربويّة فعّالة لتحسين التعلّم والتذكّر.
كيف تؤثّر الألوان في الذاكرة؟
تعمل الألوان على تحفيز الحواس وتنشيط مراكز الذاكرة في الدماغ. فعندما يربط الطفل المعلومات بلون محدّد، يسهُل عليه استرجاعها لاحقًا. مثلًا، يتذكّر الطفل المعلومة المكتوبة باللون الأحمر أسرع من تلك المكتوبة بالأسود، لأن اللون يجذب الانتباه ويخلق ارتباطًا عاطفيًا بالمعلومة.
كذلك، تساعد الألوان الزاهية مثل الأزرق والأخضر على تهدئة الذهن وتنظيم الأفكار، بينما تعزّز الألوان الدافئة مثل الأصفر والبرتقالي النشاط الذهني والانتباه. لذلك، يعتمد المعلم الذكيّ على توازن بصري بين الألوان ليرفع مستوى الفهم ويقلّل من التشتّت.
دمج الألوان في التعليم اليومي
يعتمد بعض المعلّمين على استراتيجيات بسيطة لتطبيق الألوان في التعليم. فيمكنهم استخدام الأقلام الملوّنة لتمييز النقاط الأساسية، أو تقسيم الدروس بحسب اللون، مثل جعل المفاهيم العلميّة باللون الأخضر والمفردات الجديدة بالأزرق. كما يمكن للأهل دعم هذه الطريقة في المنزل من خلال بطاقات تعليمية ملوّنة أو كتب تحتوي رسومات متنوّعة.
وتشير الدراسات إلى أنّ هذا الدمج بين الألوان والمحتوى يعزّز عملية التشفير البصري للمعلومات، أي طريقة حفظها في الذاكرة طويلة الأمد. وهكذا، تتحوّل المعلومة من عنصر نظري إلى تجربة حسّية يعيشها الطفل، مما يضمن ثباتها في ذهنه لفترة أطول.
تُظهر نتائج الأبحاث أنّ الألوان ليست مجرّد تزيين بصري، بل وسيلة علميّة تعزّز التعلم الفعّال وتزيد من قدرة الطفل على التذكّر بسرعة ودقّة. لذلك، من المهمّ أن يُدرج المعلّمون والأهل الألوان كجزء أساسي من العملية التعليميّة، لتتحوّل الدراسة إلى تجربة ممتعة تثبّت المعرفة في ذهن الطفل بطريقة طبيعية ومستدامة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفيّة تنمية مهارات طفلكِ قبل المدرسة.