يُعدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، وهو مرض يمكن علاجه بفعالية كبيرة عندما يُكتشف في مراحله الأولى. تختلف شدة المرض من حال إلى أخرى، تبعًا لمدى انتشاره في أنسجة الثدي أو الأعضاء المجاورة.
في الحقيقة، تساعد معرفة مراحل سرطان الثدي الأطباء على تحديد الخطة العلاجية المناسبة، كما تمنح المرأة فهمًا أوضح لوضعها الصحي وفرص الشفاء. ولكي نفهم الصورة الكاملة، لا بدّ من التعرّف على كل مرحلة بالتفصيل وكيف تتطور تدريجيًا داخل الجسم.
المرحلة الصفرية: بداية التغيّر
تبدأ المرحلة الصفرية عندما تبقى الخلايا السرطانية داخل قنوات الحليب دون أن تنتقل إلى الأنسجة المجاورة. يطلق الأطباء على هذه الحالة اسم سرطان الأقنية الموضّع. في هذه المرحلة، يكون الاكتشاف المبكر عبر الفحص الدوري هو العامل الحاسم للشفاء الكامل، إذ يستطيع العلاج إزالة الخلايا قبل أن تنمو أو تنتشر.
المرحلة الأولى: الورم المحدود
في هذه المرحلة، يزداد حجم الورم قليلًا، لكنه يظل محصورًا في أنسجة الثدي. لا تنتقل الخلايا إلى الغدد اللمفاوية بعد، أو قد تنتقل بشكل طفيف جدًا. هنا، يؤدّي الفحص الذاتي والفحص الشعاعي المنتظم دورًا أساسيًا في رصد التغيّر في الوقت المناسب. غالبًا ما يعتمد الأطباء على الجراحة أو العلاج الإشعاعي، ويحقق معظم المرضى نتائج ممتازة.
المرحلة الثانية: بداية الانتشار
تُظهر هذه المرحلة نموًّا أكبر في حجم الورم، وقد تبدأ الخلايا السرطانية بالوصول إلى بعض الغدد اللمفاوية القريبة. في هذه الحال، يحتاج العلاج إلى دمج أكثر من طريقة مثل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي. تزداد أهمية المتابعة الطبية الدقيقة لأن المرض يبدأ هنا في محاولة تجاوز مكانه الأصلي.
المرحلة الثالثة: التقدّم الإقليمي
تتقدّم الخلايا السرطانية بشكل أوسع داخل أنسجة الثدي أو الغدد اللمفاوية تحت الإبط أو بجانب عظمة الصدر. ورغم أنّ المرض لا يغزو الأعضاء البعيدة بعد. إلا أنّه يصبح أكثر خطورة. في هذه المرحلة، يتّجه العلاج إلى خطة شاملة تشمل الأدوية الموجّهة والعلاج الكيميائي والجراحة معًا. ومع ذلك، يظل الأمل قائمًا إذا استجابت المريضة جيدًا للعلاج.
المرحلة الرابعة: الانتشار إلى أعضاء أخرى
تُعرَف هذه المرحلة باسم المرحلة المتقدّمة، إذ تنتقل الخلايا السرطانية إلى أماكن أخرى في الجسم مثل العظام أو الرئتين أو الكبد. ومع أنّ العلاج لا يهدف هنا إلى الشفاء الكامل في أغلب الأحيان، إلا أنّه يركّز على السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة. كثير من النساء يستطعن العيش لسنوات طويلة بفضل العلاجات الحديثة التي تُبطئ تطوّر المرض وتخفّف الألم.
في النهاية، تُظهر مراحل سرطان الثدي أنّ الاكتشاف المبكر هو السلاح الأقوى في مواجهة المرض. كلّما بادرت المرأة إلى الفحص الذاتي والاستشارة الطبية المنتظمة، ازدادت فرص الشفاء والنجاة. وبرأيي الشخصي كمحرّرة، الوعي والمعرفة يمنحان المرأة القوة لتواجه المرض بشجاعة وثقة، فسرطان الثدي يمكن هزيمته عندما يُرصد في الوقت المناسب. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وقدّمنا لكِ 5 نصائح لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي!