batoul batoul 20-06-2025
هل فقدتِ نفسك في زحمة الأمومة؟

استيقظي في يومٍ ما، وانظري في المرآة.. هل فقدتِ نفسكِ في زحمة الأمومة؟ قد يُخيّل إليكِ للحظة أن ملامحك تغيّرت، أو أن صوتك الداخلي أصبح خافتًا لا يُسمَع. تمرّين بالأيام وأنتِ منشغلة بتلبية الحاجات، ومتابعة القيام بالمهام، وإطفاء الحرائق الصغيرة التي لا تنتهي. تذوب هويتكِ شيئًا فشيئًا في قلب تحمل المسؤوليات، حتى تنسين من كنتِ.

ias

في هذا المقال، نعرض خطوات عِلميّة وعَمليّة، تُساعدكِ على استعادة ذاتكِ من دون أن تشعري بالذنب. نُقسّم الطريق إلى مراحل بسيطة: الاعتراف، وحب نفسكَ، والعودة للهِوايات. هكذا تعيدين بناء علاقتكِ مع نفسكِ بكل هدوء وثقة.

اعترفي بمشاعركِ ولا تُهمليها

ابدئي بالاعتراف. هل فقدتِ نفسكِ في زحمة الأمومة؟ إن كان الجواب “نعم”، إذًا أنتِ لست وحدك. من المؤكّد أنّ كل أم تمرّ بلحظات تشعر فيها بالضياع. الإقرار بالحقيقة لا يُضعفكِ، بل يُحرّركِ.

أم تشعر بالتعب
مصدر الصورة: موقع Freepik

أوضح باحثون في Journal of Maternal Psychology أن النساء اللواتي يشاركن مشاعرهنّ السلبية يحقّقن تحسّنًا نفسيًا أسرع بنسبة 45%.

خصّصي وقتًا لنفسكِ يوميًا

ثابري على منح نفسكِ وقتًا خاصًّا كل يوم، حتى لو لعشر دقائق فقط. في البداية، قد تشعرين أن هذه اللحظات لا تكفي، لكنّها كافية لتذكيركِ بأنكِ ما زلتِ حاضرة. اجلسي مع نفسكِ، وتنفّسي بعمق، واتركي الهاتف جانبًا، واسألي: “ماذا أحتاج اليوم؟”. هذا السؤال البسيط يعيدكِ إلى ذاتكِ، ويُعيد ترتيب أولوياتك من جديد.

تشير أبحاث American Psychological Association إلى أن تخصيص وقت يومي “هادئ” يقلل من الشعور بالقلق ويُعيد التوازن العقلي للأمهات. المهم أن تلتزمي بالوقت من دون تبرير أو تأجيل. اجعليه عادة يومية لا تنازل عنها.

رتّبي محيطكِ ليعكس هدوءكِ الداخلي

نظّمي مساحتكِ الخاصة. أعيدي ترتيب غرفتكِ، أو زاويتكِ الخاصة، أو حتى ركن صغير في المنزل يمنحكِ إحساسًا بالسيطرة والانتماء. تزيد الفوضى الخارجية من الشعور بالتوتر الداخلي، بينما يساعد الترتيب على تهدئة الأفكار وإعادة التوازن.

امرأة تشعر بالتعب
لا تُهملي مشاعركِ

أكّدت دراسة في Personality and Social Psychology Bulletin أن ترتيب البيئة المعيشية يُحسّن من المزاج العام ويُخفّض من مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) لدى النساء بنسبة كبيرة. أضيفي لمستكِ أيضًا: عطر خفيف، وضوء دافئ، أو كتاب تحبينه. تصنع تلك التفاصيل الصغيرة فارقًا كبيرًا في استعادة ذاتكِ.

اهتمي بجسمكِ وغذّيه بحُب

ركّزي على راحتَكِ الجسدية. أي لا تهملي غذاءكِ أو نومكِ أو القيام بحركتكِ اليومية. يربك الإرهاق المستمر الهرمونات ويزيد من الشعور بالتوتّر. لا يُنتج الجسد المُرهق أفكارًا واضحة.

نشرت Sleep Health Journal دراسة تؤكّد أنّ النساء اللواتي ينمن أقل من 6 ساعات يوميًا يشعرن بفقدان السيطرة على الذات بنسبة مضاعفة. لذلك، حاولي النوم بقدر المستطاع، وتناولي وجبات صحيّة، واحرصي على شرب الماء. صحّة جسدكِ تُعيدكِ إليكِ.

عودي لهواياتكِ التي كنتِ تحبينها

أعيدي اكتشاف هواياتكِ. تذكّري ماذا كنتِ تحبين قبل أن تُصبحي أمًّا. هل كنتِ تكتبين؟ أم كنتِ تُحبين الخياطة أو العزف أو الطبخ الإبداعي؟ خصّصي وقتًا أسبوعيًا لتلك الأنشطة.

امرأة مُنهكة
انعكاس محيطك على هدوءك

توصلت دراسة نُشرت في Creativity Research Journal إلى أنّ ممارسة أي نشاط إبداعي، حتى لبضع دقائق يوميًا، تُساهم بفعالية في تقليل عوارض القلق والاكتئاب الحاد. بالإضافة إلى ذلك، تُعزّز ممارسة هذه الأنشطة الإحساس بالهوية الذاتية لدى النساء بنسبة تصل إلى 32%. لا تهتمي بمستوى الإنجاز، بل بجودة الوقت مع نفسكِ.

تابعي تعلّم أشياء جديدة تُحفّزكِ

استثمري في عقلكِ دائمًا. على سبيل المثال، سجّلي في دورة أونلاين، أو تابعي بودكاست ملهم، أو حتى اقرئي كتابًا في مجال يثير شغفكِ. من جهة أخرى، يُعيدكِ هذا النوع من التعلم إلى ذاتكِ ويُحفّز هويتكِ الشخصية.

بحسب أبحاث Harvard Learning Institute، النساء اللواتي يُخصّصن وقتًا أسبوعيًا للتعلم يشعرن برضا أعلى عن أنفسهن بنسبة 40%. لا تنتظري الوقت المثالي. ابدئي ولو بخطوة صغيرة، وستُدهشين من الأثر.

كوّني مساحة شخصية داخل منزلكِ

اختاري ركنًا خاصًا لكِ. أي مكان صغير، تُخصّصينه فقط لنفسكِ. ضعي فيه كتاب، وكرسي مريح، أو حتى لوحة تعبّر عنكِ. سيكون هذا الركن ملاذكِ اليومي.

تُبنى الهوية من التفاصيل. عندما يكون لكِ مكان خاص في المنزل، تشعرين أنكِ ما زلتِ موجودة. أنتِ لستِ فقط “أم”، بل إنسانة لها مساحة، وصوت، وكيان.

تواصلي مع نساء يُشبهْنكِ

ابحثي عن الدعم الحقيقي، أي شاركي تجاربكِ مع أمهات مررن بما تمرّين به. وبعد ذلك، لا تعزلي نفسكِ، بل تكلمي معهنّ، واستمعي جيدًا، وتعلّمي من قصص الأخريات. وهكذا، يُعيد التواصل إليكِ الإحساس بأنكِ لستِ وحدكِ في هذه الرحلة.

هل فقدتِ نفسكِ في زحمة الأمومة؟ قد يكون الجواب نعم. لكن في المقابل، يُمكنكِ استرجاع نفسكِ من جديد. بالفعل، بخطوات بسيطة ومتّزنة، تُعيدين تعريف ذاتكِ وتُجدّدين علاقتكِ بنفسكِ. لذلك، لا تسمحي لأدواركِ المتعددة أن تُطفئ نوركِ الداخلي. في الحقيقة، الأمومة لا تُقيّد الهوية، بل تُنضج المرأة وتُضيف إلى شخصيتها بعدًا أعمق. وأخيرًا نشير إلى أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف تعتنين بنفسك وسط المسؤوليات اليومية.

وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أؤمن أنّ كل أمّ، في كل مرحلة من حياتها، تستحق أن تسمع نفسها من جديد. أولًا، بعيدًا عن الضجيج، وثانيًا، بعيدًا عن الواجبات اليومية المتكررة. في الحقيقة، لا أحد يعرف حجم العطاء اليومي الذي تقدّمينه، كما لا أحد يشعر بثقل الصمت الذي تخبّئينه في أعماقكِ. ومع ذلك، أنتِ وحدكِ من تملكين القدرة على التوقّف، ثم التنفّس، وبعدها العودة إلى نفسكِ من دون أي عاصفة. ببساطة، الهوية لا تختفي، بل أحيانًا تختبئ خلف الأعباء. لذلك، خذي وقتكِ، وابحثي عنها بهدوء. وبكل تأكيد، ستجدينها بانتظاركِ، تمامًا كما تركتِها يومًا ما.

الأمومة والطفل الأم والطفل الام والطفل تربية الطفل صحة المرأة نصائح الأم و الطفل نصائح تربوية

مقالات ذات صلة

طفلة تقيس طولها
صحة الطفل حساب كتلة الجسم للاطفال​: كيف تعرفين وزن طفلكِ الطّبيعي!
كل ما يهمك عن صحة طفلك
تأخر التبويض
التبويض التبويض المتأخر متى يبان الحمل​
كل ما تريدين معرفته
طفلة صغيرة تنظر ببراءة
مراحل نمو الطفل الجسدية العاده السريه عند الاطفال​: حالة تصيب الأمّهات بالهلع وحيرة في التصرّف!
مشكلة تشغل بال الأمهات
3 مفاتيح ذهبية تجعل طفلك يعيش حياة سعيدة!
الأمومة والطفل 3 مفاتيح ذهبية تجعل طفلك يعيش حياة سعيدة!
تضمن لكِ تربية طفل واثق وسعيدة!
بالفيديو، أنا أم لصبيان فقط وتعبت جدًا من سماع هذه الأمور
الأم والطفل بالفيديو، أنا أم لصبيان فقط وتعبت جدًا من سماع هذه الأمور
هل تعانين من هذه المشاكل؟
امرأة حامل تنظر إلى بطنها
الأسبوع الخامس عشر هل يتحرك الجنين في الأسبوع 15​: معلومات تعرفينها لأوّل مرّة!
تطورات الحمل الأسبوعية
طفلة تعاني من السعال
صحة الطفل علاج الخناق عند الأطفال بالاعشاب​: مرض خطير يهدّد حياة طفلكِ!
كل ما تريدين معرفته
امرأة حامل في حقل القمح
الجنين كثرة حركة الجنين في الشهر السادس​: كلّ ما ترغبين في معرفته عن هذا الشهر من الحمل!
كل ما تريدين أن تعرفيه
طفلة مريضة في الفراش
صحة الطفل اعراض العفنه عند الطفل​: مرض خطير لا تعرف معظم الأمّهات عنه!
مشاكل خطيرة غير شائعة
ما الذي يجعل مشاعر الأمومة مع الطفل فريدة لا تشبه أي حب آخر؟
الأمومة والطفل ما الذي يجعل مشاعر الأمومة مع الطفل فريدة لا تشبه أي حب آخر؟
إليكِ ما لم تعرفيها من قبل..
امرأة تشرح للطبيبة ألم المعدة
اعراض الحمل هل الم المعدة من اعراض الحمل​: إليكِ الأعراض الأقلّ شيوعًا للحمل!
أعراض الحمل الأقلّ شيوعًا
بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
الأم والرضيع بالفيديو، اسمحي لرضيعك ان يضع قدمه في فمه
اكتشفي الأسباب!

تابعينا على