يرتبط إفراز الحليب بشكلٍ وثيق بالحال النفسية للأم، وليس فقط بالهرمونات أو بنظام غذائي معيّن. عند شعوركِ بالطمأنينة والارتياح، يتجاوب جسمك بشكل أسرع لإفراز هرمون الأوكسيتوسين، المسؤول الأول عن تدفق الحليب. لذا، لا تهتمّي بالعوامل الجسدية فحسب، بل امنحي الجانب النفسي حيزًا من الاهتمام.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على خمس ممارسات بسيطة، لكن فعّالة نفسيًا، تساعدكِ على تعزيز إدرار الحليب بطرق مدروسة. كل نقطة نعرضها ترتكز على آليات علمية وممارسات موصى بها من خبراء الرضاعة الطبيعية، لتشعري براحة أكبر أثناء الرضاعة أو الشفط.
١- شاهدي أو اسمعي صوت طفلكِ
عندما تنظرين إلى وجه صغيركِ أو تستمعين إلى بكائه أو ضحكاته، يفرز دماغك هرمون الأوكسيتوسين سريعًا. هذا الهرمون يزيد من تقلصات القنوات اللبنية داخل الثدي، ما يسهل تدفّق الحليب. لذلك، قبل البدء بالرضاعة أو الشفط، اجلسي أمام صورة لطفلك أو استمعي لتسجيل صوته، وراقبي الفرق بنفسكِ.

٢- جربي تقنية الشفط الذكي
طبّقي هذه الطريقة المعروفة باسم “power pumping”: اشفطي الحليب لعشر دقائق، استريحي عشر دقائق، ثم عيدي الكرة لمدّة ساعة. هذه الدورة تحاكي الرضاعة المستمرة وتحفّز جسمك على إنتاج كميات أكبر من الحليب، كما لو أن طفلكِ يرضع من دون توقّف. استمري بتكرار هذه التقنية مرة إلى مرتين يوميًا.
٣- استعملي رائحة طفلكِ كمحفّز طبيعي
ضعي بجانبكِ قطعة من ملابس رضيعكِ أثناء الشفط أو الرضاعة. فروائح الطفل الخاصّة تحفّز أجزاء من الدماغ مسؤولة عن الاستجابة الغددية. مما يساهم في إدرار الحليب بشكل ملحوظ. حتى وإن غاب الطفل، وجود أثره الحسي حولك يُحدِث فرقًا حقيقيًا في استجابتكِ.
٤- وفّري بيئة هادئة بإضاءة خافتة
الإضاءة الساطعة أو الضجيج يُعيقان الاسترخاء ويؤثران سلبًا على عملية الإدرار. اجلسي في مكان هادئ، خفّفي الأضواء قدر الإمكان، وابتعدي عن الأجهزة الإلكترونية. عند استرخائكِ الكامل، يعمل جسمكِ بسلاسة، ويصبح إفراز الحليب أكثر استقرارًا وسهولة.
٥- مارسي تقنية التنفس العميق قبل الشفط
خذي نفسًا عميقًا وبطيئًا لعدة مرات قبل أن تبدأي بالرضاعة أو الشفط. تساعد هذه التقنية في تهدئة الجهاز العصبي، وخفض التوتر. مما يتيح للهرمونات المسؤولة عن إدرار الحليب أن تُفرز بكفاءة أكبر. هذا التمرين البسيط يُعدّ من أهم العوامل التي تعزز الاسترخاء الداخلي.
لا يعتمد إدرار الحليب فقط على ما تأكلينه أو كم مرة تُرضعين، بل يتأثر أيضًا بعقلكِ، وبمشاعركِ، وبتجربتكِ اليومية كأم. كلما منحتِ لنفسكِ مساحة للراحة النفسية، كلما تجاوب جسمكِ معك بشكل أقوى. تذكّري دائمًا: أنتِ المصدر الأول للغذاء والحب في حياة طفلكِ، فامنحي نفسكِ العناية التي تستحقينها. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أعشاب تُقلّل من إدرار حليبكِ بشكل خطير!