يُعتبَر الحمل مرحلة دقيقة تحتاج فيها المرأة إلى متابعة غذائية وصحية دقيقة. خلال هذه الفترة، تؤدّي المعادن والفيتامينات دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الأم والجنين. من بين هذه العناصر، يبرز الحديد كعنصر حيوي لضمان تكوين الدم ونقل الأوكسجين بفعالية داخل الجسم.
ومع تزايد الأبحاث الطبية، أظهرت دراسات حديثة أنّ نقص الحديد قد لا يقتصر فقط على التسبب بفقر الدم، بل يرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل. هذه النتيجة الجديدة أثارت اهتمام الأطباء والباحثين، إذ فتحت الباب أمام فهم أعمق لعلاقة التغذية بصحة الحمل.
دور الحديد في فترة الحمل
يؤدّي الحديد دورًا رئيسيًا في إنتاج الهيموغلوبين الذي ينقل الأوكسجين إلى أنسجة الجسم والجنين. عند انخفاض مستوياته، يقلّ وصول الأوكسجين للخلايا، ما يضعف عمل أعضاء الجسم ويزيد من الضغط على البنكرياس. هنا يبدأ الجسم في مواجهة صعوبة بتنظيم مستويات السكر، وهو ما يرفع خطر الإصابة بسكري الحمل.
نتائج الدراسات الحديثة
أظهرت دراسة منشورة في مجلّة Diabetes Care أنّ النساء اللواتي يعانين من نقص الحديد في بداية الحمل أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل في المراحل المتقدمة بنسبة ملحوظة. فسّر الباحثون ذلك بأن نقص الحديد يغيّر طريقة استجابة الجسم للأنسولين ويؤثر في التوازن الهرموني الضروري للحمل. تؤكّد هذه النتائج أهمية مراقبة مستويات الحديد بشكل دوري.
خطوات وقائية بسيطة
من المهم أن تلتزم الحامل بنظام غذائي غني بالحديد مثل اللحوم الحمراء، والعدس، والسبانخ، والحبوب المدعّمة. كما ينصح الأطباء بتناول مكملات الحديد عند الحاجة، مع متابعة التحاليل الدورية منذ الأشهر الأولى. إضافةً إلى ذلك، يساعد تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C في تحسين امتصاص الحديد. مما يقلّل من احتمالية تطوّر المضاعفات.
يبقى نقص الحديد خلال الحمل عاملًا خفيًا قد يؤدي إلى نتائج صحية خطيرة، أبرزها زيادة خطر سكري الحمل. الاهتمام المبكر بالتغذية، والمتابعة الطبية المستمرة، والوعي بأهمية المعادن الأساسية يمكن أن يحمي الأم والجنين معًا. إنّ هذه الخطوات البسيطة تصنع فرقًا كبيرًا في ضمان حمل صحي وآمن. ومن الجدير بلذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ الإفراط في تناول المكملات قد يدمّر صحة جنينكِ بدلًا من حمايته!