لم تكن برسفون تبلغ أكثر من شهر واحد من العمر عندما رحلت والدتها وهجرت المنزل تاركة الرضيعة ابنة الشهر مع والدها. أما أسباب رحيلها فلم يعرفها أحد حتى الوالد ريشارد الذي رجّح أن يكون اكتئاب ما بعد الولادة السبب الأكبر في قرار الأم بالرحيل.
ومهما كانت الأسباب سواء منطقية، محقّةً ام لا الأم رحلت وتركت طفلتها الرضيعة مع والدها الذي أبى أن يتركها بدوره، في الوقت الذي لا يتقن فيه تربية الأطفال وكيفية الإعتناء بهم.
ريشارد رفض أن يترك طفلتهما او أن يرسلها الى دار حضانة وقرر أن يؤدي هذا الدور الذي ليس لديه أي فكرة عنه بنفسه. وما كان عليه حينها الا أن لجأ الى الإنترنت واستعان بأحد المواقع ويدعى "حياة الأب" والمخصص لتعليم الأباء أصول التربية والعناية بالأطفال.
تجربة ريشارد في هذا المجال كانت صعبة وقاسية للغاية الا أنّ خبرة الآباء الآخرين على هذا الموقع مدّته بالدعم والمعلومات الكافية لينجح في مهمته هذه.
وبعد مرور 10 أشهر على تولي ريشارد مهمة الإعتناء بطفلته وتربيتها بمفرده مستعينًا بـ "حياة الأب"، قرر أن يكتب رسالة مؤثرة للغاية ونشرها على الموقع المذكور:
" أنا ريشارد جونسون أب لطفلة صغيرة وجميلة للغاية تدعى برسفون، والدتها هجرتنا بعد شهر واحد على ولادتها، وما كان عليّ الا أن أكون الأم والأب معًا. لم أكن أعرف شيئًا عن تربية الأطفال حتى جاءت بي الصدفة لأن أتعرف على صفحتكم وقبل أن أتعلم التربية بتفاصيلها الصغيرة كان الدعم المعنوي بأني سأستطيع القيام بذلك الدافع الأساسي والمحفز لي للمضي قدمًا.
برسفون وأنا نشكركم من كل قلبنا فأنتم من له الفضل بما نحن عليه اليوم. وسعادتي لا توصف برؤية ملاكي الصغير يكبر بفرح أما عيني!"
ريشارد يستحق ألف تحية وتقدير لأنه أكبر مثال على التضحية والحب الأبوي الذي لا حدود له!
إقرأي أيضًا: لماذا وضع هذا الأب فواصل في المقعد الخلفي للسيارة؟