تؤكّد الدراسات الحديثة أنّ الأمومة لا تنتهي بولادة الطفل، بل تترك بصمة عميقة في جسد المرأة. يكتشف العلماء أنّ خلايا الجنين لا تغادر جسد الأم بالكامل بعد الولادة. هذه الخلايا تستمر في العيش داخل أعضاء الأم لسنوات طويلة.
ولأنّ العلم يتقدّم بسرعة، تزداد دهشتنا مع كلّ اكتشاف جديد. يكشف الباحثون أنّ هذه الخلايا تنتقل عبر الدم وتستقر في الدماغ والقلب وحتى الكبد. هذه الظاهرة تسمّى المشيميرية الدقيقة الجنينية، وهي تكشف عن علاقة بيولوجية تتجاوز الحمل ووجود الجنين في الرحم والولادة.
الخلايا التي تبقى بعد الولادة
تسافر خلايا الجنين داخل جسم الأم منذ بداية الحمل. تستقر في أنسجة متعدّدة وتصبح جزءًا منها. هذه الخلايا قد تؤثّر في جهاز المناعة وتشارك في إصلاح الأنسجة. الباحثة آمي بودي من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا تؤكّد أنّ وجودها يشبه “خلايا أو حمضًا نوويًا مختلفًا يعيش في جسد آخر”.
أثرها بعد فقدان الحمل
حتى بعد الإجهاض أو فقدان الحمل، تبقى هذه الخلايا في جسم الأم. هذا يفسّر شعور كثير من النساء بأنّ تجربة الحمل لا تزول أبداً. العلم يثبت أنّ الأثر ليس شعورًا نفسيًا فقط، بل حقيقة بيولوجية تترك أثراً طويل الأمد.
أسرار لم تُكشف بعد
رغم ما توصّل إليه الباحثون، تبقى أسئلة كثيرة بلا إجابات. العلماء يدرسون حاليًا كيف تؤثّر هذه الخلايا على صحة المرأة وسلوك أعضائها. كلّ اكتشاف جديد يزيد فهمنا للصلة العميقة بين الأم وطفلها حتى بعد الولادة.
يبرهن العلم أنّ الأمومة ليست حدثًا عابرًا بل أثر دائم في جسد المرأة وحياتها. هذه الخلايا تمثّل رابطًا خفيًا يربط الأم بطفلها إلى الأبد. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفيّة الحفاظ على نضارة المهبل بعد الولادة.