يشهد العالم اليوم اهتمامًا متزايدًا بصحة الأطفال النفسية وسلوكهم اليومي، خصوصًا مع ارتفاع معدّلات القلق والعصبية في المراحل المبكرة من النمو. يبحث الأهل باستمرار عن وسائل طبيعية تساعد أبناءهم على الهدوء والاسترخاء بعيدًا عن الأدوية أو المهدّئات الصناعية.
ومن بين الأساليب التي أثارت اهتمام الباحثين مؤخرًا، جاء بحث جديد يشير إلى أن شرب الحليب البارد يساعد في تهدئة الأطفال العصبيين بطريقة طبيعية وسريعة. في هذا المقال، نعرض نتائج هذا البحث ونشرح كيف يؤثر الحليب البارد في توازن الجهاز العصبي لدى الطفل.
مكوّنات الحليب ودورها في تهدئة الجهاز العصبي
يحتوي الحليب مزيج من العناصر الغذائية التي تؤثر مباشرة في المزاج العام للطفل. البروتينات الغنية بالتريبتوفان تحفّز إفراز السيروتونين، وهو الهرمون المسؤول عن الاسترخاء والشعور بالراحة. كما يوفّر الحليب نسبة عالية من الكالسيوم والمغنيسيوم. وهما عنصران يساعدان على تنظيم نبضات الأعصاب وتقليل التشنّج العضلي المرتبط بالتوتر.
عندما يشرب الطفل الحليب باردًا، تنخفض حرارة الجسم تدريجيًا، فيبدأ الدماغ بإرسال إشارات للراحة، تمامًا كما يحدث بعد الاستحمام بماء معتدل البرودة. هذه العملية الطبيعية تُهدّئ الجهاز العصبي وتخفّف من حدّة الغضب والانفعال.
توقيت شرب الحليب وأثره النفسي
يؤكد الخبراء أنّ توقيت شرب الحليب البارد يؤدّي دورًا مهمًا في فعاليته. عند تقديمه مساءً قبل النوم، يساعد على استرخاء العضلات وتحسين جودة النوم، مما يقلّل من العصبية في اليوم التالي. أمّا عند تناوله في الصباح، فيمنح الطفل إحساسًا بالانتعاش ويخفّف من التوتر الناتج عن الاستعداد للمدرسة أو النشاطات اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، يشجّع الأطباء على تحويل لحظة شرب الحليب إلى عادة مريحة، ترافقها أجواء هادئة وموسيقى خفيفة. لأن البيئة الهادئة تعزّز الأثر النفسي للمشروب وتربط الطفل بالسكينة الداخلية.
نصائح لتعزيز الفائدة
لتحقيق أفضل النتائج، يوصي مختصّو التغذية باستخدام الحليب الطازج منخفض الدسم وتجنّب السكريات المضافة. كما ينصحون بتقديمه في كوب ملوّن أو بشكل جذّاب لجذب الطفل وتشجيعه على الاستمرار في هذه العادة الصحية.
من المهم أيضاً الموازنة بين التغذية والنوم والنشاط البدني، لأن التوتر غالبًا ما يرتبط بعدم انتظام هذه العوامل معًا.
يُظهر البحث أنّ شرب الحليب البارد ليس مجرد عادة غذائية، بل أسلوب فعّال وطبيعي لتهدئة الأطفال العصبيين وتحسين توازنهم النفسي. من خلال دمجه في الروتين اليومي، يستطيع الأهل دعم أبنائهم بوسيلة بسيطة وآمنة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن حيلة طبيعية بسيطة لرفع مناعة الطفل من دون أدوية!
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ العودة إلى الحلول الطبيعية مثل الحليب تشكّل خطوة ذكية لإعادة التوازن بين الجسد والعاطفة في مرحلة الطفولة الحساسة.
