تشعر معظم النساء الحوامل في الأشهر الأولى بالغثيان الصباحي الذي يسبّب لهنّ انزعاجًا يوميًّا ويؤثّر على نشاطهنّ العام. تبحث المرأة الحامل عادةً عن حلول طبيعية آمنة تخفّف هذا الشعور من دون اللجوء إلى الأدوية، خصوصًا في المراحل الحسّاسة من الحمل.
وفي هذا الإطار، كشفت دراسة حديثة أنّ شمّ رائحة اللافندر يخفّف الغثيان الصباحي ويمنح الحامل شعورًا فوريًا بالراحة. تؤكّد النتائج أنّ العلاج بالعطور يمكن أن يشكّل وسيلة طبيعية فعّالة لتحسين مزاج الحامل واستقرارها النفسي والجسدي في آنٍ واحد.
رائحة اللافندر وتأثيرها على الجسم
يتميّز اللافندر برائحته الهادئة التي تساعد الدماغ على إفراز هرمونات الاسترخاء وتقليل الشعور بالتوتر. عندما تشمّ الحامل هذه الرائحة، يتفاعل الجهاز العصبي بشكل إيجابي ويبدأ الشعور بالغثيان بالانخفاض تدريجيًا. تشير الدراسات إلى أنّ استنشاق اللافندر لمدّة خمس إلى عشر دقائق صباحًا يخفّف من شدّة العوارض بنسبة ملحوظة. كما تساعد الرائحة على تحسين جودة النوم وتنظيم التنفّس، ممّا يمنح الجسم توازنًا طبيعيًا طوال اليوم.
كيف يمكن استخدام اللافندر بأمان خلال الحمل
ينصح الأطباء الحوامل باستخدام الزيت العطري الطبيعي لللافندر بطريقة معتدلة. يمكن وضع بضع قطرات على منديل واستنشاقها بلطف عند الحاجة، أو استخدام موزّع روائح في الغرفة مع مراعاة التهوية الجيدة. من المهم أن تختار الحامل نوع الزيت النقي الخالي من المواد الكيميائية، لأنّ الأنواع الصناعية قد تسبّب تهيّجًا أو صداعًا. كما يُستحسن استشارة الطبيب قبل الاستخدام المنتظم لضمان سلامة الأم والجنين.
فوائد إضافية لرائحة اللافندر أثناء الحمل
لا يقتصر دور اللافندر على تخفيف الغثيان فقط، بل يمتدّ ليشمل تخفيف القلق وتحسين المزاج وتقوية الإحساس بالراحة. تساعد هذه الرائحة على تقليل تقلّبات المزاج الناتجة عن التغيّرات الهرمونية، كما تمنح شعورًا بالانتعاش الذهني. وتؤكد بعض الأبحاث أنّها تساعد أيضًا في خفض ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية الخفيفة التي تظهر لدى بعض الحوامل.
يثبت العلم من جديد أنّ الطبيعة تقدّم حلولًا فعّالة وآمنة للمرأة الحامل. يساعد شمّ رائحة اللافندر على تخفيف الغثيان الصباحي وتحسين الحال النفسية من دون أي آثار جانبية. ومع ذلك، تبقى الاعتدال والاستشارة الطبية ضروريين قبل إدخال أي علاج عطري في الروتين اليومي. فالتوازن بين الراحة الطبيعية والسلامة الطبية يضمن للحامل تجربة حمل أكثر هدوءًا وصحة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ النظام الغذائي المتوازن أثناء الحمل يصنع ذكاء الطفل من الرحم.
