يُجمع الأطباء اليوم على أهمية تناول التمر يوميًا أثناء الحمل. إذ لا يُعدّ مجرد طعام تقليدي، بل مصدرًا متكاملًا للطاقة والعناصر الغذائية. فالتمر يحتوي مزيجًا فريدًا من السكريات الطبيعية والمعادن والفيتامينات التي يحتاجها جسم المرأة الحامل في مختلف مراحل الحمل، خصوصًا في الأسابيع الأخيرة منه.
ومن جهة أخرى، يلفت المختصّون إلى أنّ إدخال التمر ضمن النظام الغذائي اليومي للحامل قد يُحدث فارقًا كبيرًا في تسهيل الولادة الطبيعية، وتحفيز الطلق، وتحسين حال الأم بعد الولادة. وذلك من دون الحاجة إلى الاعتماد المفرط على المكمّلات الغذائية الصناعية.
التمر: كنز غذائي طبيعي للحامل
يُعتبر التمر غذاءً متكاملًا يمنح الجسم طاقة فورية بفضل احتوائه على الغلوكوز والفركتوز. وهما نوعان من السكريات التي يمتصّها الجسم بسرعة. لذلك، يساعد تناول بضع حبات من التمر يوميًا على محاربة التعب والدوخة الناتجين عن انخفاض السكر في الدم، وهما من العوارض الشائعة خلال الحمل. بالإضافة إلى ذلك، يوفّر التمر الحديد، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم. وهي معادن تدعم الدورة الدموية وصحة العضلات.
كما تبيّن أنّ الألياف الموجودة في التمر تساعد على تحسين الهضم ومنع الإمساك. وهو عرض مزعج تعاني منه غالبية الحوامل. ومع الاستهلاك المنتظم، تنخفض الحاجة إلى الملينات والمكمّلات الغنية بالألياف. ممّا يجعل تناول التمر حلًّا طبيعيًا وصحيًا.
دراسات طبية تؤكد دوره في تسهيل الولادة
أثبتت دراسات حديثة، من بينها دراسة نُشرت في Journal of Obstetrics and Gynecology، أنّ النساء اللواتي تناولن ستّ حبات من التمر يوميًا في الأسابيع الأخيرة من الحمل عشن تجربة ولادة أكثر سلاسة. مع تقلّص الحاجة إلى الطلق الصناعي أو التدخّل الطبي. ويُفسَّر هذا الأثر بقدرة التمر على تحفيز إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يسهّل انقباضات الرحم.
كما يعمل التمر على تهيئة عنق الرحم تدريجيًا. مما يقلّل من الألم أثناء الولادة ويزيد من احتمالية حدوث الطلق الطبيعي. ومن خلال هذه الفوائد، يُعتبر التمر غذاءً فعّالًا في دعم الجسم والاستغناء عن بعض المكمّلات التي تحتوي الحديد أو البوتاسيوم.
التمر بعد الولادة: مصدر للطاقة والتعافي
لا تتوقّف فوائد التمر عند الولادة، بل تمتد إلى فترة النفاس. حيث تحتاج الأم إلى طاقة كبيرة لتعويض ما فقده جسمها. تناول التمر بعد الولادة يسرّع التعافي ويمنح الجسم دفعة غذائية قوية تساعد على استعادة النشاط. كذلك، يساهم في تحفيز إنتاج الحليب الطبيعي بفضل محتواه الغني بالفيتامينات والمعادن.
ومن خلال تناول التمر بدلًا من المكمّلات، تحصل الأم على عناصر غذائية طبيعية من دون أي آثار جانبية. وهو ما يجعل الأطباء يوصون بإدخاله ضمن الروتين اليومي بعد الولادة أيضًا.
إنّ تناول التمر يوميًا أثناء الحمل لا يقتصر على كونه عادة غذائية عربية أصيلة. بل هو خطوة علمية مدعومة بالأبحاث الحديثة. فهذه الفاكهة الغنية بالعناصر الحيوية تمنح المرأة طاقة، وتحسّن الهضم، وتُسهّل الولادة، وتُغني عن العديد من المكمّلات. لذلك، يُنصح بأن يصبح التمر جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي لكل امرأة حامل تسعى إلى ولادة طبيعية وصحية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف يؤثر توترك خلال الحمل على شخصية طفلك المستقبلية؟
