تكشف دراسات تربوية حديثة أنّ القراءة بصوت مرتفع يوميًا ترفع حصيلة المفردات عند الأطفال بنسبة ملحوظة. هذه النتيجة تؤكد الدور الحيوي الذي تؤديه الأسرة في دعم تطوّر اللغة منذ السنوات الأولى. عندما يقرأ الوالدان القصص بصوت واضح، فإن الطفل يلتقط الكلمات الجديدة بطريقة طبيعية وسلسة.
ومع الاستمرار، يكتسب الطفل ثقة أكبر بنفسه وفي قدرته على التعبير. إضافة إلى ذلك، تساهم القراءة المشتركة في تقوية الروابط العاطفية بين الأهل والأبناء، لأن لحظات القصص تتحوّل إلى وقت نوعي يملأه الدفء والاهتمام. لذلك، لا تقتصر الفوائد على اللغة فقط، بل تمتد لتشمل الجانب النفسي والاجتماعي أيضًا.
القراءة اليومية تبني رصيد الكلمات
تضيف القراءة المنتظمة كلمات جديدة إلى قاموس الطفل بشكل أسرع. يسمع الطفل المفردات في سياقها، فيفهم معناها ويستطيع استخدامها لاحقًا. ومع كل كتاب جديد، تتضاعف الفرص لتعلّم مصطلحات أكثر تنوعًا. لذلك، ينصح الخبراء بجعل القراءة جزءًا ثابتًا من الروتين اليومي.
القصص تعزّز التركيز والخيال
تشدّ القصص انتباه الطفل، وتجعله يتخيّل الشخصيات والأحداث. هذا التركيز يحفّز الدماغ على العمل بفعالية أكبر، كما يطوّر القدرة على التفكير التحليلي. ومع مرور الوقت، تنمو ملكة الإبداع، فيستطيع الطفل ابتكار أفكار جديدة والتعبير عنها بلغة أكثر ثراءً.
القراءة المشتركة تقوّي الرابط الأسري
تشجّع لحظات القراءة الجماعية الطفل على الشعور بالأمان والدعم. عندما يجلس مع والديه ليستمع إلى القصة، يشعر بأن اهتمامهما موجّه إليه بالكامل. هذا التفاعل يرفع معنوياته ويزيد ثقته بنفسه. بالتالي، تتحوّل القراءة إلى عادة تربوية تحمل أبعادًا نفسية واجتماعية عميقة.
تؤكد نتائج الأبحاث أنّ القراءة بصوت مرتفع ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي أداة تعليمية فعّالة. فهي تغني حصيلة الطفل اللغوية، وتبني خياله، وتعزّز علاقته بأسرته. لذلك، يبقى الاستثمار في دقائق يومية للقراءة خطوة ذكية تؤثر إيجابياً في مستقبل الطفل التعليمي والعاطفي على حدٍّ سواء. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ أنّ نقص فيتامين D يهدّد طفلك في الخريف.