تظهر علامات الرجل الذى يريد الطلاق في لحظات دقيقة من الحياة الزوجية، وغالبًا ما تمرّ من دون أن تنتبه لها الزوجة. تمرّ العلاقات العاطفية بدورات طبيعية من القوّة والضعف، لكنّ بعض المؤشّرات قد تتحوّل إلى إنذار مبكر يشير إلى رغبة الرجل في إنهاء الزواج. هذه العلامات ليست دائمًا واضحة، بل تتخفّى خلف سلوكيات يومية قد تظنّينها عابرة. لذلك لا بدّ من التمعّن بها وفهمها بطريقة موضوعية وعلمية.
في هذا المقال سنكشف خفايا هذه الإشارات بدقّة. سنتطرّق إلى خمس زوايا أساسية توضّح أبرز المؤشّرات النفسية والسلوكية التي قد تعني رغبة الزوج في الانفصال العاطفي. سنستند إلى أبحاث علم النفس الأسري والدراسات الاجتماعية لنشرح لكِ ما يحدث في عقل الرجل عندما يتراجع التزامه العاطفي.
البرود العاطفي والتباعد النفسي
يبدأ النفور العاطفي غالبًا قبل قرار الانفصال بوقت طويل. عندما ينقطع الرجل عن التعبير عن مشاعره، ويتحوّل الحوار بينكما إلى تبادل عملي بارد، فهذه إشارة أساسية. تبيّن البحوث النفسية أنّ غياب التواصل العاطفي يضعف الترابط الزوجي تدريجيًا ويزيد احتمال الانفصال.

يظهر التباعد النفسي أيضًا من خلال فقدان الاهتمام بأدقّ تفاصيل حياتكِ اليومية. قد تلاحظين أنّه لم يعُد يسألكِ عن عملكِ، ,ومزاجكِ، أو حتى عن صحّتكِ. هذا الانفصال العاطفي ليس مجرّد فتور طبيعي بل دليل على أنّ العلاقة لم تعُد تعني له ما كانت تعنيه سابقًا. وهنا تبرز إحدى أهم علامات الرجل الذى يريد الطلاق.
ويُضاف إلى ذلك أنّ البرود العاطفي يؤثّر مباشرة في جهازكِ العصبي والنفسي؛ فالأبحاث في علم النفس الأسري تبيّن أنّ غياب المودّة يولّد شعورًا بالوحدة حتى داخل الزواج. هذا الإحساس بالعزلة قد يدفع المرأة إلى الشعور بالقلق المستمر، ويجعلها أكثر عرضة للإجهاد العاطفي. لذلك لا يُعتبر البرود مجرّد سلوك عابر، بل انعكاسًا لأزمة داخلية عند الزوج تحتاج إلى متابعة دقيقة وفهم عميق.
الانشغال المفرط خارج البيت
من العلامات المتكرّرة التي ترصدها الدراسات الاجتماعية أنّ الرجل حين يفكّر بالطلاق يبحث عن مساحات خارج المنزل ليملأها بالعمل أو الأصدقاء. يصبح مكتبه أو هاتفه ملاذًا يهرب إليه لتجنّب الجلوس معكِ. هذا السلوك، وفق علم النفس الأسري، يُعدّ آلية دفاعية يبتكرها لتقليل الاحتكاك.
ومع الوقت، يتّسع هذا الانشغال ليتحوّل إلى عادة يومية. يخرج كثيرًا، يسهر طويلًا، أو يمضي ساعات أمام الشاشة. كل هذه المظاهر لا تشير فقط إلى ضغط عمل أو انشغالات اجتماعية، بل قد تكون جزءًا من منظومة انفصال عاطفي تتطوّر بصمت. هنا يجب على الزوجة أن تميّز بين الانشغال العابر والانشغال المقصود الذي يرمز إلى الابتعاد التدريجي.
النقد الدائم وفقدان الاحترام
حين يبدأ الرجل بالتركيز على سلبيات شريكته أكثر من إيجابياتها، يتحوّل النقد إلى وسيلة للتعبير عن استياء دفين. تشير الدراسات إلى أنّ النقد المستمر يضعف احترام الذات ويهدم الثقة المتبادلة بين الزوجين. وهو من أقوى العوامل التي تنبئ بالطلاق.

لا يبحث الزوج في هذه المرحلة عن حلّ فعلي للمشاكل، بل يستعمل النقد لتبرير مشاعره السلبية. قد يلومكِ على تفاصيل صغيرة، وقد يرفع صوته لأسباب لا تستحق. هذه المؤشّرات، مع تراكمها، تكشف بوضوح أنّ العلاقة لم تعُد قائمة على الاحترام، بل على نزاع داخلي يمهّد لقرار الانفصال. لذلك يُعتبر النقد المبالغ فيه من أبرز علامات الرجل الذى يريد الطلاق.
غياب الخطط المشتركة للمستقبل
يقوم الزواج على رؤية مستقبلية موحّدة: مشاريع، وأحلام، وخطط عائلية. عندما يبدأ الرجل بإلغاء هذه الرؤية، فهذا تحوّل جوهري. توضح الأبحاث الاجتماعية أنّ فقدان الأهداف المشتركة يخلق شعورًا بالانعزال، ويدفع الزوجين إلى الانفصال العاطفي.
يمكن أن يظهر هذا الغياب في رفض مناقشة رحلات مقبلة، أو إهمال الحديث عن شراء منزل، أو حتى في التهرّب من التخطيط المالي. كلما انسحب الزوج من هذه المواضيع، دلّ ذلك على فقدان الرغبة في الاستمرار. إنّ تجاهل المستقبل المشترك لا يعني فقط ضعف الحماس، بل يشير إلى قرار ضمني بالانسحاب من العلاقة.
التغيّر الجسدي والحميمي
يعكس الجانب الجسدي في العلاقة الزوجية عمق الترابط النفسي. عندما يبدأ الرجل بالابتعاد عن التواصل الجسدي والحميمية، فذلك مؤشّر قوي على رغبته في الانفصال. تؤكّد الدراسات العلمية في علم النفس الجنسي أنّ الانخفاض المفاجئ في الرغبة الجسدية غالبًا ما يرتبط بمشاعر سلبية أعمق.

قد يتهرّب من الاقتراب، أو يختلق أعذارًا للتجنّب، أو يكتفي بتواصل جسدي محدود لا يحمل أي دلالة عاطفية. ومع تراكم هذه السلوكيات، يترسّخ شعور بالانفصال الجسدي يمهّد لقرار الطلاق. لذا يُعَدّ هذا التغيّر من العلامات التي لا يجب إهمالها أبدًا.
الخلاصة
تتجلّى علامات الرجل الذى يريد الطلاق في البرود العاطفي، والانشغال المفرط، والنقد الدائم، وغياب الخطط المشتركة، والتغيّر الجسدي. هذه المؤشّرات ليست تفصيلًا عابرًا بل نتيجة تراكمات عاطفية ونفسية معقّدة. فهمها يساعدكِ على حماية نفسكِ واتخاذ قرارات مدروسة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ مهارات لحل مشاكل الزواج بذكاء ستغيّر حياتكِ العاطفية للأفضل.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أنّ إدراك هذه العلامات لا يعني الاستسلام لقرار الرجل. بل يمنحكِ قوّة التصرّف بوعي، سواء بمحاولة إعادة بناء العلاقة أو بالاستعداد لمرحلة جديدة من حياتكِ. المهم أن تتعاملي مع هذه المؤشّرات بصفاء عقل لا بعاطفة جارفة، لأنّ وعيكِ هو الدرع الذي يحميكِ من صدمات غير متوقعة.