تبدأ الحياة الزوجية بنوايا صافية وأحلام كبيرة، لكن لا تخلو من الخلافات والتحديات اليومية. أحيانًا، تنفجر هذه المشاكل أمام أعين الأطفال من دون وعي بخطورة ما يرونه أو يسمعونه.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على كيفية التعامل مع المشاكل الزوجية أمام الأطفال بطريقة صحيحة تحفظ توازنهم النفسي، ونستعرض خطوات عمليّة تساعد الأهل على احتواء الخلافات بحكمة ومسؤولية.
أوقفي النقاش فورًا أمام الأطفال
عندما يشتدّ النقاش بينكِ وبين شريككِ، توقّفي فورًا عن الحديث بصوت مرتفع أو بلغة جارحة. يفسّر الأطفال الأصوات العالية والوجوه الغاضبة على أنها تهديد مباشر لأمانهم. لذلك، اختاري وقتًا خاصًا بعيدًا عن أنظارهم لفتح أي موضوع خلافي.

استخدمي لغة هادئة
عندما تتطرّقين إلى موضوع حساس، التزمي نبرة صوت هادئة وخالية من التهديد أو السخرية. يتعلّم الأطفال من أسلوب الحوار أكثر ممّا يتعلّمون من الكلمات ذاتها، لذا قدّمي نموذجًا يُحتذى به في ضبط الانفعالات.
اشرحي للأطفال ما يحدث بلغة تناسب أعمارهم
إذا شهد الأطفال على مشهد توتر، لا تتركي الأمر غامضًا. أجيبيهم ببساطة: “نحن نختلف أحيانًا، لكننا نحب بعضنا ونحاول حل المشكلة بهدوء.” هذه العبارات تُشعر الطفل بالأمان وتُبعد عنه أفكارًا خاطئة مثل الشعور بالذنب أو الخوف من الانفصال.
لا تُحمّلي الطفل مسؤولية الصلح
لا تطلبي من الطفل أن يتوسّط أو يتدخّل لحلّ النزاع. هذا الدور يفوق قدرته العاطفية، وقد يسبّب له قلقًا مزمنًا. عوضًا عن ذلك، تحمّلي المسؤولية أنتِ وشريككِ واعملا سويًا على حلّ النزاع من دون إشراك الصغار.
أعيدي بناء الشعور بالأمان بعد الخلاف
بعد انتهاء النقاش، احرصي على خلق لحظة دافئة مع طفلكِ: عناق، وحوار، أو وقت ممتع معًا. تُعيد له هذه اللحظات الشعور بالطمأنينة، وتؤكّد له أن العلاقة العائلية ما زالت قوية وآمنة.
راقبي الأثر النفسي على الطفل
تابعي سلوك طفلكِ بعد الخلافات: هل تغيّر مزاجه؟ هل أصبح أكثر انعزالًا أو أكثر عدوانية؟ أي تغييرات تحتاج إلى اهتمام فوري. لا تتردّدي في طلب استشارة من مختصّ نفسي إذا لاحظتِ علامات قلق أو تراجع في أدائه المدرسي أو الاجتماعي.
تذكّري دائمًا، أنتِ المرآة التي يرى الطفل من خلالها معنى الحبّ، والثقة، والأمان. حين تتعاملين مع الخلافات الزوجية بوعي ومسؤولية، تزرعين في قلب طفلكِ بذور النضج العاطفي. وكلّ خطوة إيجابية تقومين بها، تُبني بها شخصيّته وتدعّمين صحّته النفسية لسنوات قادمة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعرضنا لكِ خطوات بسيطة تعيد الانسجام إلى أجواء الحياة العائلية.