يشهد العالم الطبي اليوم نقلة نوعية بفضل إنجاز علمي غير مسبوق. فقد نجح باحثون في اليابان في إزالة الكروموسوم الزائد المسؤول عن متلازمة داون من خلايا بشرية في المختبر. ممّا يفتح بابًا جديدًا أمام إمكانيات علاجية طالما اعتُبرت مستحيلة. هذا الاكتشاف لا يُمثل مجرد خطوة تقنية، بل هو بداية مسار قد يغيّر حياة ملايين العائلات حول العالم.
ومع اعتماد العلماء على أدوات متطورة مثل تقنية “كريسبر-كاس9″، أصبح بالإمكان التدخل على مستوى الجينات بشكل دقيق للغاية. لذلك، يترقب المجتمع الطبي والعلمي نتائج هذه التجارب، خصوصًا أنها تحمل وعودًا بتحسين قدرات الدماغ وتخفيف التأثيرات المرتبطة بمتلازمة داون.
إزالة الكروموسوم الزائد
اعتمد الباحثون على تقنية التعديل الجيني “كريسبر-كاس9” لتحديد الكروموسوم الإضافي وقطعه من الخلايا. وقد جرى التمييز بين النسخة المكررة والنسختين الأصليتين، ما سمح بالخروج بخلايا تحتفظ بالنسخة الطبيعية من كل والد فقط. هذه الخطوة الدقيقة ضمنت بقاء التوازن الجيني الأساسي مع التخلص من السبب الجذري لمتلازمة داون.
نتائج أولية مشجّعة
بعد التعديل، بدأت الخلايا المصحّحة تُظهر نشاطًا جينيًا أكثر انتظامًا، وخصوصًا في المسارات المسؤولة عن نمو الدماغ. هذه المؤشرات الأولية توحي بأن إزالة الكروموسوم الزائد قد تُحسّن من وظائف الدماغ وتخفّف من العوائق الذهنية التي تميّز المتلازمة. ورغم أنّ هذه النتائج ما زالت في إطار التجارب المخبرية، إلا أنها تفتح المجال أمام آمال جديدة لمستقبل علاجي واعد.
تأثير متلازمة داون
من المعروف أنّ متلازمة داون تنشأ بسبب وجود نسخة إضافية من الكروموسوم 21، مما يؤثر على نمو الدماغ والجهاز العصبي. ونتيجة لذلك، يواجه الأطفال المصابون صعوبات في التعلم ومشاكل في النمو الذهني. لهذا السبب، يَعتبر الباحثون أن أي خطوة نحو تصحيح هذا الخلل الجيني تشكّل أملًا حقيقيًا في تحسين جودة حياة المصابين.
إنّ هذا الإنجاز الياباني لا يُمثّل علاجًا نهائيًا بعد، لكنه يضع حجر الأساس لثورة علمية قد تغيّر مسار التعامل مع متلازمة داون. وبقدر ما يحتاج هذا المجال إلى المزيد من الأبحاث والتجارب السريرية، فإن ما تحقق حتى الآن يثبت أن الأمل ممكن بفضل العلم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ كيف تحمي أبوظبي كل مولود.