من المهمّ أن تعرفي أنّ دعم زوجك العاطفي والنفسي ليس رفاهية، بل ضرورة لعيش حياة زوجية متوازنة وناجحة. كل امرأة بحاجة إلى سند تشعر معه بالأمان والتقدير. لكن في كثير من الأحيان، قد يصعب على المرأة التعبير عن حاجتها للدعم من دون أن تجرح كرامتها أو تُشعر شريكها بالتقصير. المشاعر حساسة، والكلمات الخاطئة قد تخلق فجوة بدلًا من بناء جسر.
لهذا السبب، سنتناول في هذا المقال خطوات فعّالة وعلمية تساعدكِ على طلب دعم زوجك بأسلوب رقيق، وصادق، ومؤثر، من دون أن تشعري بالخجل أو أن تجرحيه عن غير قصد. سنستند إلى دراسات في علم النفس الأسري والتواصل بين الأزواج، مع تقديم أمثلة واقعية توضح لكِ الصورة بوضوح.
اختاري التوقيت المناسب للكلام
طلب الدعم لا يتحقق بالكلمات فقط، بل باللحظة التي تختارينها.

أثبتت دراسة نُشرت في Journal of Marriage and Family Therapy أن ٧٥٪ من النزاعات بين الأزواج سببها التوقيت الخاطئ للحوار. إذا كان زوجكِ مرهقًا أو مشغولًا، فلن يتمكن من استقبال كلماتكِ بشكل إيجابي. لذلك، انتظري لحظة هادئة، بعيدًا عن الضغوط اليوميّة.
اجلسي معه بعد تناول العشاء أو خلال نزهة قصيرة. انظري في عينيه، وابدئي بعبارات بسيطة مثل: “أحب أحكي معك شوي إذا ممكن”. هذه البداية تكسر مشاعر التوتّر وتفتح المجال للإنصات.
عبّري عن مشاعركِ بوضوح لا باتهام
من أكثر الأخطاء شيوعًا أن تبدأ المرأة حديثها بلوم، كأن تقول: “أنت ما عم تهتم فيني” أو “ما عم تحس فيني”. هذا الأسلوب يدفع الرجل للدفاع عن نفسه، بدلًا من أن يصغي لحاجتكِ.
ما الحل؟ استخدمي أسلوب “أنا أشعر”. قولي مثلًا: “أنا عم حس بتعب كبير وعم أحتاجك جنبي أكتر”. هذا النوع من التعبير يفتح قلب زوجكِ بدلًا من إغلاقه.
علم النفس الإيجابي يُشجّع دائمًا على التواصل العاطفي الذي يبدأ من الذات، لأن ذلك يجعل الطرف الآخر يشعر بالمسؤولية لا بالذنب.
حدّدي نوع الدعم الذي تحتاجينه
الرجل بطبيعته عملي. وعندما يسمع كلمة “دعم”، قد لا يعرف تحديدًا ما المطلوب منه.
لهذا السبب، من الضروري أن توضحي نوع دعم زوجك الذي تحتاجينه. هل هو دعم عاطفي بالكلمات؟ أو مساعدة في الأعمال المنزلية؟ أم فقط إصغاء عندما تتحدثين؟
قولي بوضوح: “لما برجع من الشغل، بكون بحاجة تحكيني كلمتين حلوين”، أو “بفضّل تساعدني ساعة مع الولاد”. هذا التحديد يمنح زوجكِ فرصة فعلية لمساندتكِ بدلًا من الحيرة أو الإحباط.
أظهري التقدير عند أول بادرة دعم
الرجل مثل الطفل الكبير، يحب التقدير، ويُكرّر السلوك الذي يشعر بسببه بالنجاح.

عندما يقدّم لكِ زوجك دعمًا، ولو كان بسيطًا، أشكريه مباشرة. قولي له: “كتير فرحت إنك سمعتني اليوم”، أو “ساعدتني كتير لما وقفت حدي”.
هذا التعزيز الإيجابي يُشجّعه على الاستمرار. وفقًا لعلم النفس السلوكي، فإن التقدير العاطفي هو محرّك قوي لتكرار الأفعال الإيجابية، أكثر حتى من الطلب المباشر.
تجنّبي مقارنة زوجكِ بغيره
من أكثر ما يجرح كرامة الرجل ويهز ثقته بنفسه أن يسمع منكِ جملة تبدأ بـ: “ليش فلان بيعمل كذا لزوجته؟”
هذه المقارنة لا تؤدّي إلى الدعم، بل تخلق شعورًا بالغيرة أو الغضب. وتؤدي أحيانًا إلى الانسحاب العاطفي، وهو أصعب ما يمكن أن تعانيه العلاقة الزوجية. لا سيّما أنّه يُسبّب الفتور في العلاقة.
بدلًا من ذلك، ركّزي على ما تتمنينه منه وحده، من دون إدخال أطراف خارجية. امنحيه المجال ليكون داعمًا بأسلوبه الخاص.
اجعلي الحوار تفاعليًا لا موعظة
أحيانًا، تقع النساء في فخ الموعظة أو المحاضرة عندما يطلبن دعم زوجك.
مثلًا، تبدأ المرأة بسرد طويل حول المسؤوليات، والتعب، وما قدمته. وهذا قد يشعر الرجل وكأنه تحت الهجوم أو في جلسة نقد.
الحل؟ اجعلي الحديث قصيرًا ومتبادلًا. اسأليه رأيه، قولي له: “شو بتحس تجاه يلي عم يصير؟”. هذا يمنحه فرصة للمشاركة، ويشعره بأن العلاقة تقوم على الاحترام والتفاهم.
لا تنتظري الأزمة لتطلبي الدعم
كثير من النساء لا يطلبن دعم زوجك إلا عند الانفجار، بعد تراكم الشعور بالتعب أو الإهمال. هذا الأسلوب يُربك الرجل، لأن الطلب يأتي وسط توتر وغضب.

من الأفضل أن تطلبي الدعم بشكلٍ دوري، حتى لو كنتِ بخير. تحدثي عن يومك، وشاركيه أفكاركِ ومشاعركِ، وعبّري عن حاجتكِ لمساندته حتى في الأوقات الهادئة.
هكذا، تصبح العلاقة قائمة على المشاركة لا على ردود الفعل.
الخلاصة
طلب دعم زوجك لا يعني ضعفكِ، بل هو ذكاء عاطفي. الحياة الزوجية تزدهر حين يكون الحوار حاضرًا، والتقدير متبادلًا، والدعم متواصلًا. عندما تطلبين المساعدة بلطف وصدق، من دون نقد أو مقارنة، فأنتِ تفتحين بابًا جديدًا للتقارب والحب.
تذكّري دائمًا: الرجل لا يقرأ الأفكار، لكنّه يصغي من القلب عندما يشعر بالأمان والتقدير. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وعضرنا لكِ بوستات بمناسبة عيد زواج لا يمكن لأي رجل مقاومتها!
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن طلب دعم الشريك هو أحد أرقى أشكال الوعي الذاتي عند المرأة. هو ليس شكوى، بل دعوة لبناء جسور الحب من جديد. لا تخافي من التعبير عن احتياجاتكِ، فقط اختاري الوقت، والأسلوب، والكلمات التي تحتفظ بكرامتكِ وتلامس قلبه في آن. الزوج المحبّ لا يرفض الدعم، بل أحيانًا فقط ينتظر أن يُطلب منه بلطف.