تعيش الأم العاملة يومًا مزدحمًا يبدأ منذ الصباح الباكر ولا ينتهي إلا مع ساعات متأخرة من الليل. فهي تنتقل بين مهامها المهنية والتزاماتها الأسرية، وتوازن بين متطلبات العمل ورعاية أطفالها. هذا الإيقاع السريع يفرض عليها ضغوطًا نفسية متكررة، فيشعر جسدها وإحساسها بالإنهاك. ومع ذلك، تبقى إرادتها قوية ورغبتها في النجاح حاضرة رغم كل التحديات.
رغم أنّ الضغوط تزيد على الأم العاملة مقارنة بغيرها، إلا أنّ الدراسات الحديثة تكشف جانبًا مضيئًا. إذ تشير الأبحاث إلى أنّ هذه الضغوط نفسها تحفّزها على التنظيم الجيد للوقت وزيادة الإنتاجية في كل مجالات حياتها. فهي تكتسب مهارات إدارة دقيقة، وتتعلم استغلال كل دقيقة بذكاء. ممّا يجعلها أكثر إنجازًا على المستويين المهني والشخصي.
التوتر عند الأمهات العاملات
تواجه الأم العاملة توترًا متزايدًا بسبب محاولتها تحقيق التوازن بين الأدوار المتعددة. فهي تتحمّل ضغط المواعيد النهائية في العمل، وفي الوقت نفسه تشعر بمسؤولية الاهتمام بالمنزل والأطفال. ومع الانتقال المستمر بين هذه المسؤوليات، يرتفع مستوى الشعور بالقلق والإرهاق. قد يؤثّر هذا التوتّر على صحتها الجسدية والنفسية إذا لم تجد وقتًا كافيًا للراحة.
كيف يتحوّل التوتر إلى إنتاجية؟
على الرغم من التحديات، تستفيد الأم العاملة من ضغوطها لتطوير أسلوب حياة أكثر انضباطًا. فهي تدير جدولها بعناية، وتتعلم تحديد الأولويات، كما تستثمر وقتها بشكل فعّال. بالإضافة إلى ذلك، تصبح أكثر مرونة في التعامل مع المواقف الطارئة، وأكثر دقة في إنجاز المهام. هذا السلوك ينعكس إيجابًا على أدائها في العمل، وعلى قدرتها في الحفاظ على بيئة منزلية مستقرة.
خطوات للتخفيف من الضغوط
يمكن للأم العاملة أن تخفّف من توترها عبر بعض الخطوات البسيطة. من أهمها: ممارسة الرياضة الخفيفة بشكل منتظم، وتخصيص وقت للراحة الذاتية، والاعتماد على الشريك أو العائلة في بعض المهام. كما أنّ استخدام التكنولوجيا في تنظيم الأعمال اليومية يساهم في تخفيف الأعباء ويمنحها وقتًا إضافيًا للاهتمام بنفسها وبأطفالها.
تعيش الأم العاملة ضغوطًا متكرّرة تجعلها أكثر عرضة للتوتر مقارنة بغيرها، لكن هذه الضغوط نفسها تمنحها قدرة مضاعفة على الإنتاجية والتنظيم. فهي تتحدى الظروف لتثبت أنّ النجاح ممكن رغم المسؤوليات المتعددة. بذلك، تمثل الأم العاملة نموذجًا ملهِمًا للقوة والإصرار في المجتمع الحديث. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن كيفية التعامل مع الطفل الذي يريد كل شيء.