من اللحظة الأولى التي تُصبحين فيها أمًّا، يبدأ حدسكِ بالعمل. قد تشعرين بشيء ما يحدث لطفلك حتى من دون أن يتكلم. فهل هذا الحدس مجرّد عاطفة؟ أم أنّه قدرة حقيقية مدعومة بالعلم؟
أثبتت أحدث الدراسات النفسية أن “حدس الأم” ليس مجرّد شعور داخلي، بل هو عملية ذهنية وجسدية معقّدة، تنشأ من الترابط العميق بين الأم وطفلها. كما أنّها تُفعّل مراكز محدّدة في الدماغ تتعلّق بالحماية والانتباه والاستجابة.
التفسير العلمي وراء “حدس الأم”
بحسب أبحاث منشورة في مجلّة Psychological Science، تزداد لدى الأمهات حساسية دماغية تجاه الإشارات الصادرة عن أطفالهن، حتى ولو كانت غير واضحة. هذه الاستجابة تُنشّط منطقة تُعرف بـ”اللوزة الدماغية”، وهي المسؤولة عن التنبّه بالخطر.

حدس الأم لا ينبع فقط من الغريزة، بل أيضًا من تراكم التجربة، والقراءة الدقيقة للغة الجسد، ونبرة الصوت، وحتى تغيّر رائحة الطفل!. كل هذه العوامل تتجمّع لتُعطي الأم إشارة داخلية تشعر بها فورًا.
حدس يتعزز بالحب والهرمونات
العلاقة الجسدية والنفسية بين الأم والطفل تقوّي هذا الحدس. فهرمون الأوكسيتوسين، الذي يُفرز عند الولادة والرضاعة، يعزّز مشاعر الترابط واليقظة. هذا يعني أن الجسد يُرسل إشارات للأم تجعلها أكثر وعيًا بأي تغيّر في حال طفلها، حتى لو لم يظهر بشكل مباشر.
كما أثبتت دراسة أُجريت في جامعة Yale أن الأمهات كنّ أكثر قدرة على التنبّه بالتغيرات السلوكية لدى أطفالهن مقارنةً بالأشخاص الآخرين، حتى من دون وجود عوارض واضحة.
العلم لم يُنصف الأمهات لسنوات طويلة، لكنه الآن يُثبت أن مشاعركِ ليست وهمًا، بل استجابة دقيقة وفطرية. لا تهملي هذا الصوت الداخلي.. فقد يكون أحيانًا أقوى من كل التشخيصات الطبية. ثقي بنفسكِ، فحدسكِ هو أحد أقوى أدواتكِ كأم. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ هل طفلك يحتاجك أكثر مما تظنين؟