يُعَدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان انتشارًا بين النساء حول العالم، غير أنّ الاكتشاف المبكر له يُنقذ حياة الآلاف سنويًا. في الواقع، يزداد الأمل بالشفاء كلّما اكتشفت المرأة التغيّرات في جسمها في وقت مبكر. لذلك، يحتلّ الفحص الذاتي للثدي مكانة أساسية في الوقاية. إذ يمنح المرأة فرصة التعرف على طبيعة أنسجة جسدها وملاحظة أيّ تغيّر غير مألوف.
ولأنّ الوعي هو الخطوة الأولى نحو الحماية، يُعتبَر إجراء الفحص الذاتي لسرطان الثدي أداة لمساعدة المرأة على الشعور بالمسؤولية تجاه صحتها. كما يعزّز التواصل بين المريضة والطبيب عند اكتشاف أيّ علامة تستدعي الفحص الطبي. ما يسهّل التدخل السريع والعلاج الفعّال.
ما هو الفحص الذاتي للثدي؟
يُقصد بالفحص الذاتي أن تتفقّد المرأة ثدييها بنفسها، مستخدمةً يديها وعينيها، لتتحقّق من عدم وجود كتل أو تغيّرات في الشكل أو اللون أو الملمس. يتمّ هذا الفحص عادةً مرّة كلّ شهر بعد انتهاء الدورة الشهرية مباشرة، حين تكون الأنسجة أكثر ليونة وأقل تورّمًا. ومن المهم أن تجري المرأة الفحص أمام المرآة وفي وضعيات مختلفة لتلاحظ أيّ فرق بين الجانبين.
كيف يساهم الفحص الذاتي في الاكتشاف المبكر؟
يُسهم الفحص الذاتي في تعزيز فرص الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، لأنّه يتيح للمرأة ملاحظة العلامات البسيطة قبل أن تتطوّر. على سبيل المثال، يمكنها ملاحظة تغيّر في شكل الحلمة، أو إفرازات غير طبيعية، أو كتل صغيرة غير مؤلمة. عندما تلاحظ هذه المؤشرات وتستشير الطبيب فورًا، تزداد إمكانية علاج الورم في مراحله الأولى بنسبة كبيرة، ما يقلّل من احتمالية انتشاره ويزيد فرص الشفاء الكامل.
علاوةً على ذلك، يمكّن الفحص الذاتي المرأة من متابعة أيّ تغيّرات تطرأ مع مرور الوقت. الأمر الذي يساعد الأطباء في تقييم الحالة بدقّة أكبر خلال الفحوص الدورية.
متى يجب زيارة الطبيب بعد الفحص الذاتي؟
عند ملاحظة أيّ تغيّر غير مألوف، مثل كتل صلبة، تغيّر في لون الجلد، انكماش في الحلمة، أو الشعور بألم مستمر، يجب زيارة الطبيب من دون تأجيل. لا يعني ظهور هذه العوارض بالضرورة وجود سرطان، ولكنّ التقييم الطبي يبقى ضروريًا للتأكّد من السبب الحقيقي. كما يُستحسن أن تكمّل المرأة الفحص الذاتي بإجراء تصوير الثدي بالأشعة (الماموغرام) وفق العمر والتوصيات الطبية.
في النهاية، يظلّ الفحص الذاتي خطوة بسيطة لكنها بالغة الأثر في حياة كلّ امرأة. إنّ دقائق قليلة في الشهر قد تُحدث فرقًا كبيرًا بين العلاج السريع والمرض المتقدّم. لذلك، على كلّ امرأة أن تجعل من الفحص الذاتي عادة ثابتة في روتينها الصحي. فالمعرفة المبكرة تمنح القوة، والوعي يحمي الحياة. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن أهم 5 أطعمة تقلّل خطر الإصابة بسرطان الثدي.