جميلٌ في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان الكريم أن نسرد لأطفالنا القصص الإسلامية التي ستتردد على مسامعنا طوال ما حيينا كقصة "قابيل وهابيل"وما تجسده من صراعٍ بين الخير والشر في هذه الحياة. وكيف أنه إذا ما أعطينا سمعنا للشيطان سيدفعنا لإرتكاب الخطايا والمعاصي التي هي أبعد ما تكون عن طبيعتنا في كثيرٍ من الأحيان. وهذه مقتطفات من القصة: البشر كُلُّهم من أبٍ واحدٍ وأمٍّ واحدةٍ ، هما آدم وحواء. ولكن إبليس لم يكـن ليدع آدم لينعم بالأمن والسـلام على الأرض، فقد كانت تلك هي البداية . أراد إبليس أن يدفع البشر جميعًا من أبناء آدم وذريَّته إلى المعصية، وأن يشعل بينهم العداوة والبغضاء فراح يوسوس لأبناء آدم حتى استطاع أن يوقع الفتنة بينهم وتمكن من إشعال نار العداوة والشقاق بين إبني آدم :قابيلو"هابيل". كانت حواء تضع في كل ولادة لها توأمين، ذكًرا وأنثى، فولدت أوّلاً قابيل وأخته إقليما، ثمَّ ولدت هابيل وأخته لبودا. فلما كبروا أمر الله آدم أن يزوِّج كلَّ واحدٍ من الأخوين توأمة الآخر، لكن قابيل رفض، وصمم على الزواج من توأمته إقليما. فأخبره آدم أنها لاتحلُّ له، لكنه رفض، وأصرَّ على تشبثه وعناده، وعندئذ طلبآدممن الأخوين أن يقدِّم كل واحد منهما قربانًا لله، فمن يتقبَّل الله قربانه فهو أحقُّ بالزَّواج بها . أسرع هابيل يختار أفضل ما لديه من الغنم، فقدّم كبشًا سمينًا هو من أفضل ما لديه. أمَّا قابيل فقد أخذ حزمة من أردىء زرعه، وقدمها قربانًا. ووضع كُلٌّ من الأخوين قربانه فوق قمة أحد الجبال، ثمَّ نزلا من على الجبل. … وفي لحظات انقضَّت النار على قربان هابيل فالتهمته وكانت هذه علامة قبول قربانه ، بينما لم تمسَّ النار قربان أخيه. …وهنا ثار قابيل ثورة عارمة، وقال بغضبٍ وانفعال سوف أقتلك. فقال هابيل بلطفٍ ولينٍلَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ، إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ". لكن قابيل تمادى في غضبه وثورته، واندفع نحو أخيه فقتله. بعد ذلك وقف مذهولاً أمام جثَّة أخيه هابيل، وهو لا يصدِّق ما حدث. لم يدر كيف جاءته كلُّ تلك القسوة، حتى فعل بأخيه ما فعل. وراح ينظر في صمتٍ وذهولٍ، وقد أظلمت الدنيا في وجهه. وكانت تلك الجريمة البشعة أول جريمة في تاريخ البشرية. عندما علم آدم بما فعله ابنه قابيل بأخيه حزن كثيرًا، فقد كان هابيل مثالاً للابن المؤمن بربه البار بوالديه، أما قابيل فقد شعر بالندم بعدما قتل أخاه. وقد عوَّض الله تعالى آدم عن فقد ابنه فأنجب بعد ذلك غلامًا اسمهشيث".