إنّ الطفل أشبه بكوبٍ من العاطفة يُمكن أن نملأه أو نفرغه ليس فقط بتصرفاتنا وكلماتنا إنّما أيضاً من خلال الأسئلة التي نطرحها من دون أن نعلم مدى تأثيرها عليه!!
فكما أنّ بعض العبارات قد تدمّر شخصية ابنك أو ابنتك، كذلك لبعض الأسئلة تأثيرها السلبي على صحتهم النفسية. وفي ما يلي نستعرض أبرز الأمثلة عنها.
لماذا أنت بطيء الفهم إلى هذه الدرجة؟
حتى ولو كنت تواجهين صعوبة في تعليم طفلك أو في جعله يفعل ما تريدين، إيّاك وطرح هذا السؤال عليه؛ فأنت بهذه الطريقة تدمّرين ثقته بنفسه وتدفعينه خطوات إلى الوراء بدلاً من تقديم الدعم الذي يحتاجه كي ينمو ويتطور وينجح في حياته حاضراً ومستقبلاً.
كيف يُمكن أن تقول شيء كهذا؟
بغض النظر عما إذا كان ما يقوله الطفل كلام بذيء أو كلام لا يُناسب عمره، تجنبي سؤاله “كيف يُمكن أن تقول شيء كهذا؟”؛ فبهذه الطريقة، أنت تسلّطين الضوء أكثر على سلوكه السلبي ما قد يدفعه إلى تكراره كوسيلة لجذب انتباهك. بدلاً من المبالغة في ردة فعلك، راقبي ماذا يُشاهد طفلك واعرفي من يُعاشر.
هل تظن نفسك ذكياً/عبقرياً؟
يلجأ بعض الأهل إلى طرح هذا السؤال كوسيلة لتوبيخ أطفالهم وتأنيبهم من دون أن يعلموا ما يحمله من تأثير قد يرافق أطفالهم طوال حياتهم. فقول “هل تظن نفسك ذكياً أو عبقرياً” لا يُفقد الطفل ثقته بنفسه فحسب إنّما قد يجعله يتقبل أي إهانةٍ مشابهة من الآخرين ما يقضي نهائياً على شخصيته ونظرته إلى نفسه.
لماذا تتصرف بشكل سيء؟
لا يختلف هذا السؤال كثيراً عن “كيف يُمكنك أن تقول شيء كهذا؟”؛ فهذا السؤال يسلّط أيضاً الضوء على السلوك السلبي للطفل وبدلاً من أن يجعله يغير سلوكه إلى الأفضل، قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
من علّمك هذه الطريقة السخيفة؟
وأخيراً، حتى ولو كان طفلك يعتمد طريقة “سخيفة بنظرك” أو قد تأخذ وقتاً أطول عن الطريقة التي تعرفينها في حلّ ربما مسألة رياضية أو أي موضوع آخر، تجنبي السخرية منه باللجوء إلى هذا السؤال واتركيه يعتمد على نفسه. يُمكنك أن تقولي له مثلاً: “أحسنت صنعاً حبيبي ولكن يُمكنك حل هذا الأمر بطريقة أسهل وأسرع”.
والآن، إليك كيف تربين طفلاً يحترم نفسه ويفرض احترامه على الآخرين.