متى يضحك الرضيع ولماذا؟ هذا السؤال يشغل بال الأمّهات اللواتي لم يلاحظن بعد أنّ رضيعهم يتفاعل معهنّ عن طريق الضحك.
بشكل عام، يعتبر الضحك وسيلة للتعبير عن الفرح والراحة، ويبدأ من الأيام الأولى للولادة، ويشكّل جزءًا من النموّ الطبيعي لكل رضيع وعلامة مهمّة على تطوره الاجتماعي والعاطفي. إذ يمثّل تعبيرًا عن استجاباته للبيئة المحيطة به. فكيف يتطوّر الابتسام والضحك لدى الأطفال وماذا يعني في كلّ فترة عمريّة؟ ولماذا يقوم الأطفال بتوزيع الابتسامات لا شعوريًّا حتّى خلال نومهم؟ وكيف يُمكنك أن تجعلي رضيعك يضحك لك؟ الإجابات في هذا المقال!
متى يبدأ الطفل بالضحك وكيف يتطوّر الضحك لديه؟
هناك مراحل عامّة للمساعدة على فهم تطوّر الابتسامة أو الضحك لدى الأطفال الرضّع، مع العلم أنّ هذا الجزء من نموّ الطفل يبدأ ويتطوّر بوتيرة التطوّر الخاصّة لكلّ طفل. ويمكن تقسيمها كالتالي:
من الولادة إلى عمر الستّة أسابيع
- الابتسامات اللاشعوريّة غير متعمّدة: نلاحظ أنّ الرضيع يبتسم خلال هذه المرحلة العمريّة بشكل تلقائي، ولكن هذا النوع من الابتسامات يكون عادةً للتعبير عن شعور الراحة وليس للضحك بمعناه العام.
- الابتسام لدى الاستجابة للأصوات: من الممكن ولكن بشكل نادر في هذه المرحلة أن يستجيب الرضيع للأصوات واللّمسات عن طريق الابتسام أو الضحك البسيط.
بين ستة أسابيع وثلاثة أشهر تقريبًا
- الابتسام التفاعلي مع الأبوين والمحيط: يبدأ الرضيع خلال هذه المرحلة بالتفاعل مع والديه والأشخاص الذين يلعبون معه من خلال اصدار أصوات مفرحة وتوجيه ابتسامات. وهذا النوع من الابتسام الاجتماعي يشير إلى بداية تطور الوعي الاجتماعي لدى الطفل.
في عمر الثلاثة والأربعة أشهر
- البدء بالضحك: يبدأ العديد من الأطفال في هذه المرحلة بإصدار أصوات ضحك حقيقيّة كاستجابة للتفاعل مع الآخرين، كالتصرّفات الغريبة والمضحكة التي تقوم بها الأمّ أو الأب أو أشخاص من محيطهم الاجتماعي.
- الضحك خلال اللعب: في هذا العمر نلاحظ أنّ الرضيع يضحك عند تعرّضه لتحفيز بصري أو سمعي ممتع أثناء اللّعب أو أمام شاشة كبيرة مثلًا.
بين عمر الأربعة والستّة أشهر
- ضحك مُتعمّد وبصوت مرتفع: يبدأ الطفل بإصدار أصوات واضحة كالضحك بوضوح لدى تعرّضه للأصوات المضحكة، الألعاب التفاعليّة، والحركات المضحكة التي يقوم بها الآخرون أمامهم. ويصبح ضحكهم مكرّرًا وقويًّا. ويبدأ الرضيع أيضًا بفهم التفاعل الاجتماعي بشكل أفضل، مما يعزز استجابته للأنشطة الممتعة والمواقف المضحكة.
من ستّة الى تسعة أشهر
- الضحك التفاعلي: يتفاعل الرضيع بعد عمر الستّة أشهر مع بيئته ومحيطه بشكل أفضل، ما يؤدي إلى الاستجابة لألعاب معينة، وأفعال مفاجئة عن طريق الضحك أكثر، كما يتعمّد الضحك للتفاعل مع الأشخاص.
- الضحك الساخر: يبدأ الطفل في هذه المرحلة بإدراك الفكاهة البسيطة، وقد يقوم بنوع من الضحك التهكمي في حال اختفاء الأشياء وظهورها المفاجئ مثلًا.
بين عمر التسعة أشهر والسنة
- طرق متنوّعة من الضحك: يتعرّف الطفل على الطرق المتنوعة للضحك خلال الاستجابة لمواقف معيّنة قد تكون مدهشة بالنسبة اليه. ويبدأ التعبير عن سعادته واهتمامه بمحيطه عن طريق الضحك.
- القدرة على فهم الفكاهة بشكل أفضل: يبدأ الرضيع بعد فهمه للفكاهة باللّعب بدوره، وتزيد ضحكته التفاعليّة لدى اللعب مع الآخرين.
على ماذا يدلّ ضحك الرضيع خلال نومه
يُعتبر ضحك الرضيع أثناء النوم طبيعيًّا وجزءًا من تطوّره الحسّي أيضًا، ولكنّه يُحيّر بعض الأمهات اللواتي تتساءلن عن أسباب هذا المشهد اللطيف. غالبًا ما يكون الضحك هذا ناتجًا عن مرحلة تُعرف بـ “نوم حركة العين السريعة”، وهي المرحلة التي تحدث خلالها الأحلام عند الأطفال والبالغين. سنعدّد في ما يلي بعض المُحفّزات المُحتملة لابتسام الطفل وضحكه خلال نومه:
- الاستجابة للمحفزات الداخلية: يكون دماغ الطفل نشطًا ومتفاعلًا مع المحفزّات الداخلية لديه حتى خلال نومه، كالأحاسيس التي يشعر بها وذكرياته.
- جزء من التطور العصبي الطبيعي: يُعتبر الضحك خلال نوم الطفل جزءًا من التطور والنموّ العصبي الطبيعي لديه. فمرحلة النوم العميق مهمة جدًا لتطوير الدماغ ومعالجة المعلومات التي تلقّاها الطفل خلال يقظته.
- ردّ فعل الطفل على أحلامه: قد يكون الرضيع في مرحلة معيّنة من نومه يرى أحلامًا، ويقوم بالتفاعل مع الأحلام التي يراها بطرق مختلفة من بينها الضحك اللا شعوري، كما هو الحال لدى البالغين.
- استرخاء الوجه: يمكن أن يقوم الرضيع بتعابير وجه مختلفة خلال مراحل معينّة من النوم، ومنها الابتسام والضحك، لأنه مرتاح ومسترخي فيظهر هذا الاسترخاء على عضلات وجهه.
كيف يمكنك أن تجعلي رضيعك يضحك؟
استنادًا الى ما ذكرناه سابقًا، هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تفعليها لجعل رضيعك يضحك وفق عمره وقدرته على التفاعل، وأبرزها:
- قومي بالتفاعل معه عن طريق لمسه اللمسات بطريقة ناعمة على بطنه وقدمي.
- تواصلي معه عن طريق اللعب بالألعاب التفاعليّة التي تصدر أصواتًا ممتعة أو إضاءة وتتحرك بشكل يجذب انتباهه ويجعله يتفاعل معها بالضحك.
- تحدّثي معه بطريقة مرحة وبأصوات غير معتادة، وقومي بحركات فكاهيّة.
برأيي الشخصي كمحرّرة، إنّ ضحك الرضيع يُعتبر علامة تدلّ على تطور صحي في التواصل والتفاعل الاجتماعي لديه. هذه المراحل التي سبق وذكرناها قد تختلف قليلًا بين طفل وآخر إذ إنّ وتيرة التطوّر والنموّ ليست نفسها لدى كلّ الأطفال، فلا داعي للقلق. ولكن إذا لم يكن يُظهِر الضحك أو الابتسامات وكان الأمر يدعوك الى القلق، من الأفضل استشارة طبيب الأطفال المتابع لطفلك.