تُعَدّ المعاناة من الم قبل الدورة باسبوع من بين العوارض التي تعاني منها الكثير من النساء، وهو شعور قد يتفاوت بين الخفيف والمزعج، وأحيانًا قد يكون مصدر قلق. بالنسبة للكثيرين، يعتبر هذا الألم جزءًا من الدورة الشهريّة، لكن في حالاتٍ معيّنة قد يشير إلى وجود مشكلة صحيّة تحتاج إلى عناية طبيّة فوريّة.
في هذا المقال، سنناقش أسباب الشعور بألم مثل ألم الدورة قبل موعدها بأسبوع، ونستعرض العوارض الشائعة المرتبطة بهذه الفترة. كما سنتناول الطرق المثلى لعلاج متلازمة ما قبل الدورة الشهرية، مما يساعد النساء على تخفيف الألم وتحسين جودة حياتهن خلال هذه الفترة. الهدف هو تقديم دليل شامل ومدعوم بالمصادر العلمية الموثوقة، مع التركيز على تقديم نصائح فعّالة.
ما سبب ألم مثل ألم الدورة قبل موعدها بأسبوع؟
ما سبب المعاناة من الم قبل الدورة باسبوع قبل نزولها بأسبوع؟ قد يكون الشعور بألم يشبه ألم الدورة قبل موعدها بأسبوع طبيعيًا لدى معظم النساء، لكنّه يعتمد على العديد من العوامل المرتبطة بالجسم والصحّة. من المهم فهم هذه الأسباب لتحديد ما إذا كان الألم طبيعيًا أو يحتاج إلى متابعة طبية. لذا، سنكشف لكِ في ما يلي عن أبرزها:

التغيّرات الهرمونيّة
يُعتبَر التغيّر في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون هو السبب الأكثر شيوعًا للشعور بألم في هذه الفترة. هذه التغيرات تؤثّر على الرحم، حيث تؤدي إلى تقلصات خفيفة مشابهة لتلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية. يُعتبَر التغيّر في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون هو السبب الأكثر شيوعًا للشعور بألم في هذه الفترة. هذه التغيرات تؤثّر على الرحم، حيث تؤدي إلى تقلصات خفيفة مشابهة لتلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية. أكّدت دراسة نشرت في Journal of Endocrinology and Metabolism أن التغيرات الهرمونية تؤثر بشكل مباشر على انقباضات الرحم والشعور بالألم.
الإباضة
تحدث عملية الإباضة في منتصف الدورة الشهرية، لكنها قد تسبب شعورًا بالألم يمتدّ لعدّة أيّام. قد تكون الإباضة مصحوبةً بتقلصات خفيفة في المبيضين، وغالبًا ما تشعر النساء بهذا الألم في جانب واحد من البطن. توضح دراسة أجرتها Mayo Clinic أنّ الشعور بألم الإباضة قد يكون طبيعيًا ولا يدعو للقلق.
متلازمة ما قبل الدورة الشهريّة
تُعرَف متلازمة ما قبل الدورة الشهرية بأنها مجموعة من العوارض الجسدية والنفسية التي تظهر قبل الدورة بعدة أيام. وقد يكون الشعور بالألم الناتج عن هذه المتلازمة مصحوبًا بانتفاخ، وصداع، وتقلبات مزاجيّة. وفقًا لمؤسسة Cleveland Clinic، تعاني حوالي 85% من النساء من عوارض متلازمة ما قبل الدورة بدرجاتٍ متفاوتة.
المعاناة من مشاكل صحيّة محتملة
في بعض الحالات، قد يشير الشعور بالألم إلى وجود مشكلة صحية، مثل الانتباذ البطاني الرحمي أو تكيس المبايض. تشير دراسة نشرت في British Journal of Obstetrics and Gynaecology إلى أنّ المعاناة من هذه الحالات قد تسبب آلامًا مشابهة لألم الدورة الشهرية، لكنها تكون أكثر حدّةً وتتطلّب عنايةً طبيّة.
أعراض الدورة الشهرية قبل نزولها بأسبوع
تُعتبَر عوارض الم قبل الدورة باسبوع شائعة جدًا، وهي تساعد النساء على التنبُّؤ بموعد بدء الدورة. مع ذلك، فإن شدّتها قد تختلف من امرأة إلى أخرى.

1. ألم أسفل البطن والظهر
ينتج هذا الألم عن تقلصات في عضلات الرحم، وهو من أكثر العوارض شيوعًا. غالبًا ما يكون الألم خفيفًا، لكنه قد يزداد مع قرب موعد الدورة.
2. الانتفاخ واحتباس السوائل
بسبب التغيرات الهرمونية، قد تشعر النساء بانتفاخ في البطن نتيجة احتباس السوائل. وفقًا لتوصيات American College of Obstetricians and Gynecologists، يمكن أن يساعد تقليل استهلاك الملح في تقليل الانتفاخ.
3. تقلّبات المزاج
يؤثّر التغيّر في مستويات الهرمونات على الحال النفسيّة، ممّا يؤدّي إلى شعورٍ بالتوتّر والقلق أو الحزن أو حتى العصبيّة. يُعتبَر هذا العرض طبيعيًا إذا لم يكن حادًا.
4. حساسية الثدي
تُعتبَر زيادة حساسية الثدي من بين العوارض الشائعة نتيجة تغيّر مستويات هرمون الإستروجين.
5. الشعور بالتعب
يُعتبَر الشعور بالتعب العام والإرهاق من العلامات المبكرة التي تشير إلى اقتراب موعد الدورة.
علاج متلازمة ما قبل الدورة الشهرية
يمكن لمعظم النساء التعامل مع الم قبل الدورة باسبوع والعوارض المصاحبة لهذه الفترة باستخدام استراتيجيات بسيطة وآمنة. لذا، سنكشف لكِ عن أكثرها فعالية في ما يلي:

1. تغييرات في نمط الحياة
- النظام الغذائي: قد يقلّل التركيز على تناول الأطعمة الغنيّة بالمغنيسيوم والكالسيوم من التقلصات. توصي دراسة أجرتها Harvard Health Publishing بتناول الخضروات الورقيّة والمكسّرات كجزء من النظام الغذائي.
- ممارسة الرياضة: تساعد ممارسة النشاط البدني المنتظم مثل المشي أو اليوغا في تحسين الدورة الدمويّة وتخفيف الشعور بالألم.
2. العلاجات الطبيعيّة
- شاي الأعشاب: يمكن أن يقلّل شاي البابونج والزنجبيل من الالتهابات ويهدّئ التقلّصات.
- الكمادات الدافئة: يساهم وضع كمادات دافئة على منطقة البطن في تخفيف التقلّصات العضليّة.
3. الأدوية
إذا كانت العوارض شديدة، يمكن استخدام مسكّنات الألم مثل الإيبوبروفين، لكن يجب استشارة الطبيب أولًا لتجنّب مواجهة الآثار الجانبيّة.
4. تقنيات الاسترخاء
إنّ ممارسة تمارين التنفس والتأمّل يمكن أن تخفف من الشعور بالتوتّر وتساعد في تحسين الحال النفسيّة.
في الختام، غالبًا ما يكون الم قبل الدورة باسبوع طبيعيًا ومرتبطًا بالتغيرات الهرمونية أو متلازمة ما قبل الدورة الشهرية. لكن من المهم مراقبة العوارض واستشارة الطبيب إذا كان الألم شديدًا أو مصحوبًا بعلامات غير عادية، مثل النزيف غير الطبيعي أو التغيرات في الدورة الشهرية. ومن الجدير بالذكر أنّنا سبق وكشفنا لكِ عن خطورة قلّة دم الدورة الشهريّة.
وبرأيي الشخصي كمحرّرة، أرى أن فهم جسمك ومعرفة كيفية التعامل مع العوارض المختلفة هو مفتاح تحسين نوعية حياتك خلال هذه الفترة. من خلال اتباع نمط حياة صحي، وممارسة الرياضة، وتناول الغذاء المتوازن، يمكن تقليل شدة تأثير العوارض بشكلٍ كبير. كما أنّ استشارة الطبيب عند الحاجة ضروريّة لضمان الحفاظ على صحّة وسلامة المرأة.