من المتفق عليه في الشرع الإسلامي أنّ الشخص الذي يسافر خلال شهر رمضان المبارك، معفي من الصوم عن الطعام، شرط التعويض عن هذا الإعفاء في وقتٍ لاحقٍ، "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون شهر رمضان".
لماذا تعانين من الصداع أثناء الصيام؟
لكن، ماذا عن الشخص الذي يبدأ يومه في المنزل، ثم ينطلق في رحلة خلال النهار؟ هل سيكون عليه أن يصوم طوال اليوم أم سيحقّ له أن يفطر فور الانطلاق بالرحلة؟ بالنسبة إلى الشخص الذي يسافر خلال الليل في شهر رمضان، فتجمع أكثرية الآراء على أنه يحق له بقطع صومه في اليوم التالي طالما أنّ سفريته لم تنتهي بطلوع الصباح، كما تتفق على أنه لا يجوز للشخص بكسر صومه طالما أنه لم ينطلق برحلته، حتى ولو كان هذا الأمر يدخل ضمن مخططاته لليوم. وماذا يحصل عندما يبدأ الشخص سفريته خلال ساعات الصيام؟ هل ينبغي عليه أن يواصل امتناعه عن الأكل؟ أم يحق له قطع الصيام في حينه؟ الحقيقة أنّ هناك رأيان مختلفان في هذا الإطار. فمن علماء الدين من يقول أنه يحق له أن يتوقف عن الصيام لما تبقى من اليوم الذي بدأ فيه رحلته، ومنهم من يعتقد بأنّ هذه الأمر ليس من حقه وأنّ من واجبه أن يستمر في الصيام مهما حصل، باعتبار أنّ السماح بمثل هذه الخطوة سيفتح المجال للتقاعس والاستهتار بالواجبات الدينية.
والله هو الأعلم!