كانت فاي ريتشارد تعيش حياة طبيعية وناشطة ككل الفتيات في سنّها، وككلّ المراهقات في سنّها كانت تعاني من مشكلات في دورتها الشهرية التي لم تأتيها على رغم أنها بلغت 19 عامًا، ولكنها ظنت في البداية أنّ الأمر طبيعي فاضطرابات الدورة ومشكلاتها أمر شائع لدى المراهقات. لكن وبعد بلوغها 19 عامًا، ذهبت فاي لإستشارة الطبيب الذي طلب لها فحوصات طبية ليتبيّن لاحقًا أنها قد ولدت من دون رحم على رغم أنّ لديها مبيضًا ينتج بويضات ككل النساء لكن في طبيعة الحال إمرأة من دون رحم لا تستطيع الإنجاب البتة.
ومنذ ذلك الحين عاشت فاي وفي داخلها ألم جامح وحرقة حلم لن يتحقّق إذ لن تكون أمًا في حياتها. وعندما تزوجت شقيقتها الصغيرة وأنجبت طفلًا ازدادت حرقة فاي بالرغم من أنها كانت سعيدة للغاية بفرح شقيقتها، لكن في نهاية المطاف حلمها هي في الأمومة لن يتحقّق أبدًا.
وبعدما تعرّفت فاي الى شريك حياتها وهو أب لثلاثة أطفال، أخبرته مشكلتها في الإنجاب، لم يمانع هو الآخر في ذلك فهو أب في طبيعة الحال. وبعدما قرّر الثنائي أن يتوّجا حبهما بالزواج، لم يتوقّعا أبدًا أن هدية زفافهما ستقلب حياتهما رأسًا على عقب. فشقيقة فاي كيم قرّرت أن تقدّم لأختها أثمن هدية في حياتها وهي رحمها لإجراء التلقيح الإصطناعي فيه باستخدام بويضة فاي والحيوانات المنوية من زوجها.
شكّل هذا الخبر صدمة لفاي فهي لم تتوقع يومًا أن يقوم أحد بتضحية كهذه من أجل تحقيق حلمها في الأمومة، والأمر المفاجئ أيضًا أنّ والديها قد تكفّلا بدفع تكاليف العلاج بأسره والتي لم تكن فاي وزوجها قادرين على تكبّدها.
نجح التلقيح الإصطناعي وحملت شقيقتها بالطفل رالفي الذي أتى ليغيّر حياة العائلة بأسرها، واستطاعت الأخت الصغرى أن تعيد الفرحة الى قلب شقيقتها بعدما كانت قد فقدت الأمل في أن يتحقّق حلمها بأن تصبح أمًا يومًا.
هل يوجد أعظم من هذه التضحية؟!
إقرأي أيضًا: العقم بعد الإنجاب… ما مدى صعوبته؟