كثيرة هي اللحظات التي يتوقّف فيها قلب الأم عن النبض ثمّ تلتقط أنفاسها مجدداً وتستمرّ في القيام بما كانت تفعله، وتلك اللحظات لا تفهمها سوى الأم ومن اختبرت الأمومة.
ففي صغرنا، نميل دوماً إلى الاتكال على أمّنا في كلّ الأمور الصغيرة كما الكبيرة والى تحميلها ذنب كلّ الأشياء الخاطئة التي تحدث في حياتنا مع العلم أنّ لا ذنب للأمّ في إخفاقاتنا، كما أننا نتمرّد عليها غير مدركين تأثير تمرّدنا عليها.
إلى أمّي التي عذّبتها كثيراً في صغري وتمرّدت عليها، أقول:
أعتذر…
- أعتذر على كلّ المرات التي لم أصغِ فيها إليك والى نصائحك التي أعترف اليوم وبعدما أصبحت أماً بدوري أنها كانت جميعها لصالحي ولمصلحتي.
- أعتذر على كلّ المرات التي أعددت لي فيها ألذّ المأكولات لكنني فضّلت تناول المأكولات الجاهزة مقنتعةً أنها أفضل، فاليوم وبعد أن أصبحت أماً أدركت أن لا شيء يضاهي طعم المأكولات التي تعدّها الأمّ بحبّ وشغف واخلاص.
- أعتذر على كلّ المرات التي رمقتك فيها بنظرات حاقدة عندما كنت تدخلين غرفتي للاطمئنان عليّ وعلى صديقاتي و"التجسس" علينا، فاليوم وبعد أن أصبحت أماً أدركت ما يعني أن تقلق الأم على ابنتها حتى من أقرب الناس إليها.
- أعتذر على كلّ المرات التي قلت لك فيها "أتمنى لو أنّك لست أمي" عندما كنت تغضيبيني بعدم سماحك لي بالنوم خارج المنزل، فاليوم وبعد أن أصبحت أماً أدركت أنّ ما كان يغضبني هو بالفعل أكثر ما حماني وأنك أفضل أمّ على الاطلاق.
- أعتذر على كلّ المرات التي كنت أشكوك فيها للجيران والاصدقاء سامحةً لهم بالتدخل في طريقة تربيتك لي، فاليوم وبعد أن اختبرت الأمومة بدوري بتّ أدرك أن لا شيء يحزن الأم ويؤذيها أكثر من أن يتدخل الآخرون بحياة أولادها.
- أعتذر على كلّ المرات التي كذبت عليك فيها حتّى في أسخف الأمور، فاليوم أدرك أثر ذلك عليك وكم كانت تبكيك سرّاً فما من شيء يؤلم الأم أكثر من ألا تثق ابنتها بها وتصارحها في كلّ أمورها.
اقرئي ايضاً: 6 أمور افتقدتها عندما أصبحت أماً!