استقطبت إحدى الثانويات الرسمية في ماريلاند الأضواء لمحاولتها التعديل في أنظمتها تلبيةً للاحتياجات الدينية لطلابها المسلمين، بحيث سمحت لمجموعة صغيرة من الطلاب المسلمين ذوي العلامات العالية بالخروج من صفوفهم قرابة الثماني دقائق كل يوم من أجل تأدية الصلاة معاً داخل حرمها. وكي يستحق الطلاب مثل هذا الامتياز، عليهم أولاً نيل إذن الأهل وتحصيل علامات جيدة، على حد تعبير مدير الثانوية. وصحيح أنّ التعديل الأول للدستور الأميركي ينصّ على الفصل بين الكنيسة والدولة، ولكنّه يضمن للطلاب حق ممارسة إيمانهم. وفيما قد يحقّ للمدارس أن تضع قيوداً على كيفية ممارسة طلابها لحقوقهم الدينية والمكان الذي يجب أن يؤدوا فيه صلواتهم، إلا أنه لا يحق لها أن تنهي طلابها عن القيام بذلك. ولطالما أُقرّ بأنّ للمدراس الحق بتحويل طلابها إلى البرامج الدينية خارج الحرم، شريطة ألا يصبّ ذلك في خانة التشجيع أو عدم التشجيع على حضور هذه البرامج أو ألا يُعاقبوا على مشاركتهم أو عدم مشاركتهم بها. ولطالما كانت للمدارس القدرة على السماح لطلابها بتأدية جانب من واجباتهم الدينية مادام الأمر لا يشكل عبئاً على الطلاب الآخرين. بيد أنّ ذلك لم يجنّب محاولات بعض المدارس الأميركية لتلبية حاجات الطلاب المسلمين للصلاة المقاومة الشرسة لأولياء باقي الطلاب الذين ينتمون إلى أديانٍ أخرى. والجدير بالذكر أنّ التدبير الجديد الذي اتخذته هذه الثانوية الرسمية في ماريلاند أثار حنق كتاب المدونات المحافظين وامتعاض بعض المعلمين المسيحيين لديها، إلا أنّ ذلك لم يقف عائقاً في دربها وسرعان ما أوجدت حلاً له.