قبل إنجاب ابني الوحيد سامي وحتى بعد إنجابه، كان عليّ التعامل مع كمٍّ من التنظيرات والأقاويل التي أذكر من بينها "لا تولدي قيصري"، "اللهاية لا تفيد"، وغيرها.
والآن، يبلغ سامي من العمر 5 سنوات، والجملة التي تتردّد على مسمعي سواء من الأقارب أو الأصدقاء أو حتى الغرباء الذين أصادفهم هي "مو صار لازم تجيبيلو إخوات؟"
ليس هناك أجمل من الإخوة والأخوات؛ هم نعمة لا يُمكن لأحد إنكارها ولكن للظروف أحكام! وقرار الإنجاب هو ملك للزوجين فقط. فهما من سيتوليان مسؤولية الإهتمام بالأطفال ورعايتهم وتعليمهم وتربيتهم ولا أحد سيقوم بذلك مكانهما!
بالطّبع، يحتاج سامي إلى إخوة وأخوات يزينون حياته ويُضيفون البهجة إليها، ولكن الأمر قد لا يكون سهلاً كما يُخيّل للبعض. لم يعلم أحد سوى زوجي بحملي الثاني الذي لم يُكتب له أن ينتهي بالشكل الذي تتمناه أي أم. فحصل الإجهاض في الشهر الثالث حيث لم تتسنى لي الفرصة حتى لمعرفة جنس الجنين. وفي كلّ مرة يُقال لي فيها "ألا تفكرين في إنجاب إخوات لطفلك؟"، أعود وأتذكّر هذه التجربة.
هذا لا يعني أنني فقدت الأمل أو توقّفت عن المحاولة، ولكن ما أريد أن أقوله هو أنّ بعض الجمل أو العبارات التي نسمعها قد تكون مؤلمة أو في غير مكانها! لا أحد يعلم ما يمرّ به الآخرون وبالتالي قرار الإنجاب أو توسيع العائلة هو قرار شخصي!
قد يمرّ البعض بمشاكل إقتصادية أو مالية لا تمكّنهم من التفكير في إنجاب إخوة لأطفالهم. وقد يُمضي البعض الآخ وقته في عيادة الطبيب بغية توسيع العائلة وقد لا يُجدي ذلك نفعاً… باختصار، إنّ قرار إنجاب أخ أو أختٍ لطفلك هو شأنك وحدك ولا يعني أي شخص آخر حتى ولو كان من أهلك أو أهل زوجك!